ما كان من المقاومة لله فهو لله وللوطن
الخميس, 26 نوفمبر 2015 13:41

ما كان من المقاومة لله فهو لله وللوطن وما كان منها لدنيا دنيئة وحمية بغيضة فهو لذلك:تنقسم النخبة المثقفة هذه الأيام، بالتزامن مع عيد الاستقلال الوطني إلى قسمين أساسيين؛ أحدهما يرى أن الاستقلال منحة ومنة من المستعمر

الفرنسي، وأن المستعمر لم يجد أية مقاومة ترغمه على الخروج من موريتانيا صاغرا ذليلا، وإنما اقتضت المرحلة أنذاك أن يقسم الاستقلال هبة بلا عوض، فحصلنا على نصيبنا من تلك الهبة، ويرى القسم الآخر أن موريتانيا كلها قاومت وأن الزوايا قاوموا ثقافيا والعرب قاوموا عسكريا، وأن المستعمر خرج بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها من المقاومة.

 

ما أراه شخصيا هو أن جيل الاستقلال فعل كل ما يمكنه فعله، انطلاقا من قدراته المحدودة ووسائله المتواضعة، وإن تنوعت الطرق وتعددت الأساليب؛ من أجل الخروج من ربقة الاحتلال وميلاد الوطن الموريتاني الغالي، لكن السؤال الجوهري، ماذا فعل الخَلَفُ الذي خلف من بعدهم بما ورث من الدولة الموريتانية؟

ألم تكن مرحلة ما بعد الاستقلال أكثر أهمية وأشد تأثيرا على الموريتانيين من مرحلة الاستعمار؟

ألم يسهم التكالب على السلطة وسلسلة الانقلابات التي لم تتح للبلاد الخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي سبقت ميلاد الدولة وما زالت تعيشها حتى اليوم؟

ألم نقصٍّر نحن أكثر من جيل الاستقلال؟، حيث ورثنا دولة فضيعناها بسبب التكالب على السلطة والمال، والبحث عن عز وثراء وهمي لا يمتلك مقومات الاستمرار ولا أبجديات النجاح؟

ألم نتأخر كثيرا في بناء موريتانيا؟ ألم تكن الموارد والقدرات المتاحة ما بعد الاستقلال كفيلة بأن تبني موريتانيا غير موريتانيا التي نراها اليوم؟

----------------

من صفحة اوفى عبد الله اوفى على الفيس بوك

تلك أهم الاسئلة التي انشغلناعن الاجابة عليها بمهاترات وجدليات لا أهمية لها في بناء الواقع ولا المستقبل، فدعونا من الأمس فقد أدى جيله ما عليهم سواء قصروا أم لم يقصروا، وسواء كان حصولهم على الاستقلال منحة أم استحقاقا، أما المقاومة فمن كان منها لله فهو لله وللوطن، ومن كان منها لدنيا دنيئة أو حميّة بغيضة فهو لذلك.

فيديو 28 نوفمبر

البحث