سكان قرية بقله عطش بلا مبرر  | 28 نوفمبر

سكان قرية بقله عطش بلا مبرر 

ثلاثاء, 23/01/2018 - 14:05

هذا الرجل الواقف بجانب هذا الحوض المليء بالمياه العذبة - مياه بقله – صدق فيه قول الشاعر: 
وجاورتها أرجو السلو بقربها 
فدل علي "جاور الماء تعطش".
هو خطار ولد الرسول ، مسؤول قرية بقله التي كان يسكن أجداده في محيطها و الذي كان حفر غير بعيد عنها بئرا تسمى عر ، كثيرة المياه ، عذبة ، لكنه آثر التقري قرب مشروع بقله العملاق و تبعه في ذلك الخيار أناس كثيرون كان بعضهم بدوا رحلا و البعض الآخر يسكن في الناحية الأخرى من حدود جمهورية مالي لأنهم يجدون فيها من المياه العذبة ما يسد حاجياتهم و حاجيات مواشيهم .
    و من الجدير بالذكر أن تلك المناطق أي بقلة و ضواحيها من الأراضي الموريتانية و ما يقابلها من الأراضي المالية كلها أراضي خصبة كثيرة المراعي لكن المياه في الجانب الموريتاني كــــانت شحيحة و هذا ما يحدو بســاكنة تلك المواشي أن تمضي معظم السنــــة في الأراضي المالية رغم ما تعانيه من سوء معاملة أحيانا و من غلاء في أسعار الميــــــاه التي يدفعون مقابل شرب كل دابة  منها و كل شاة رسوما تثقل كاهلهم، إلا أنه لا خيار لديهم . 
و عند بداية مشروع بقله استبشروا خيرا و أقبلوا على التقري قرب تلك الآبار الستة التي تنوي الدولة أن تسقي منها معظم ولاية الحوض الشرقي و الحوض الغربي و حتى لعصابه ،  عبر أنـــــابيب قطرها 400مم . 
       هذا و لمــــا توافدت أفواج كبيرة من المواطنين إلى قريـة بقله حديثة النشأة بادر مسؤول القرية إلى طلب افتتاح مدرسة لتعليم أجيال من تلك الســـــاكنة التي فات قطار التعليم معظم كبارها و قد تم له بالفعل  ذلك، إلا أنه اليوم يقف قرب الحوض الوحـــيد الذي شيده العمال لاستخداماتهم و لمن يمكنه أن يملأ منه برميلا ينقله على عربة و حمـار إلى مسكنه لشربه، يقف حــــائرا مستغربا، حــــــاله حال كل الساكنة اليوم  التي تستغرب هي الأخرى شق أنـــابيب مياه  الشرب إلى قرى أخرى في محيطها منها القريب و منها البعيد، مع تشييد أحواض كبــــيرة لسقي مواشي بعضها ، أمـا هم سكــــان عين المكان و الذين يحيطون بالآبار على مســـافة قريبة فيبدو أن الـــــدولة لم تحسب لهم حســابا و لم تكترث لهم و لا لمواشيهم إذ لم تشق نحوهم أنابيب لسقي الآدميين و لم تشيــــــــد لمواشيهم أحواضا للشرب فدل عليهم بالفعل " جاور الماء تعطش".

## ابوبكر الداه