تفخيخ المساجد.. إرهاب جديد يقتل المصلّين في ليبيا | 28 نوفمبر

تفخيخ المساجد.. إرهاب جديد يقتل المصلّين في ليبيا

سبت, 10/02/2018 - 10:19

تفخيخ المساجد بعبوات ناسفة لتفجيرها خلال أوقات الصلاة لإيقاع أكثر عدد ممكن من القتلى المدنيين، طريق جديد بدأ يسلكه الإرهابيون في مدينة #بنغازي شرقي #ليبيا خلال الفترة الأخيرة، في تطور نوعي وتحول خطير للهجمات الإرهابية التي باتت تستهدف الليبيين، خلّف تساؤلات كبيرة حول الجهة التي تقف وراءها.

فقد قتل شخص وأصيب 65 آخرون، في حصيلة أولية الجمعة في #تفجير وقع في مسجد "سعد بن عبادة" في منطقة "البركة" بمدينة بنغازي، بعد زرع عبوتين ناسفتين داخله، انفجرتا عند خروج المصلين من أداء صلاة الجمعة وخلفتا خسائر بشرية وأضرارا مادية بالمسجد.

وتأتي هذه الحادثة بعد نحو 3 أسابيع على تفجير استهدف مسجد "بيعة الرضوان" في منطقة "السلماني" في المدينة نفسها، بسيارتين مفخختين ليوقع 37 قتيلا من بينهم قائد أمني كبير في قوات الجيش الليبي، ويخلّف أكثر من ثمانين جريحا.

موجة إرهاب جديدة طالت المساجد

حوادث إرهابية متكررة داخل دور العبادة التي أضحت في مرمى نيران الإرهاب، في ظاهرة حديثة منذ بدء الإرهاب بليبيا، فسّرها الكاتب والمحلل السياسي فوزي الحداد، بـ "تنامي دوامة العنف التي تقف وراءها الجماعات الإرهابية خاصة بعد هزيمتها ببنغازي، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يمرّ دون تنفيذ أعمال انتقامية تعودت عليها هذه الجماعات".

وأوضح الحداد أن استهداف المدنيين "غاية هدفها استمرار حلقة الترويع والإعلان عن أن وجود الإرهابيين لم ينته بعد"، لافتا إلى أن "تصرفات بعض ضباط الجيش الذين يقلدون نفس أعمال القتل الإرهابية على متهمين بالإرهاب، زادت من حدة الاحتقان الداخلي والخارجي أيضا وجعلت هذه الجماعات تدبر أعمالا انتقامية ردّا على هذه التصرفات غير المسؤولة".

وخلص الحدّاد إلى أن "بنغازي تحتاج اليوم إلى زيادة الاهتمام بالأجهزة الأمنية، ورفدها بالخبرات والأدوات المعينة التي تكفل منع تكرار هذه العمليات خصوصا أنها باتت تستهدف الأبرياء الغافلين في مساجدهم وأسواقهم".

 

حرب الضعفاء

وفي نفس السياق وتعليقا على الأسلوب الجديد الذي بات ينتهجه الإرهاب في مدينة بنغازي باستهداف دور العبادة، أكد النائب بالبرلمان علي التكبالي، أن "القتلة يحاولون إقناع الملأ بأنهم يجاهدون في سبيل الله لنشر دين الله"، مشيرا إلى أنّ ما يحدث في بنغازي هو "نهاية الإرهاب الذي تمت هزيمته شعبيا ورسميا وعسكريا، فلجأ إلى حرب الضعفاء".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات، لكن التكبالي لا يستبعد "تورط جهات خارجية ودول تدّعي أنها أتت لإنقاذ ليبيا من مأساتها، وهي تحظى بالعرفان والقبول من بقايا الإخوان الذين داسوا على حرمة ترابها".

أما المحلل السياسي من مدينة بنغازي عبد العزيز الرواف، فرأى أن مسألة تفخيخ المساجد تعد "سمة إرهابية بامتياز في تاريخ الإرهاب بدول العالم"، ويستحضر في هذا الجانب، ما حدث بمصر عندما قتل حوالي 300 مصلٍ خلال عمل إرهابي على مسجد العريش شمال سيناء، محمّلا المسؤولية لما يحدث في مدينته بنغازي إلى "الخلايا الإرهابية الممولة من مخابرات خارجية والمدعومة من مليشيات موجودة في طرابلس ومصراتة"، خاصّة بعد أن "نظّف الجيش الليبي المدينة من العناصر الإرهابية وقضى على معسكراتها".

لكن الأكاديمي والناشط السياسي من بنغازي أحمد سعد التواتي، اعتبر أن ما تشهده بنغازي من صراعات وصل حد تفجير المساجد وقتل المصلين، يندرج ضمن "صراعات نفوذ وتصفية حسابات بين القيادات الأمنية بالجيش الليبي في ظل غياب مفهوم الدولة"، مضيفا أنه "عندما تنتهي الحسابات سينتهي العنف معها".

وأوضح في هذا السياق، أنه بعد تحرير بنغازي من الإرهاب، "برزت مشكلة لدى لقيادة العامة للجيش في عدم قدرتها على فرض السيطرة على المجموعات التي قاتلت تحت إمرتها سواء مدنية أو وحدات عسكرية وأصبح لكل مجموعة قائد لا يمكن حتى استدعاؤه عند ارتكاب مخالفات على غرار محمود الورفلي".

وخلص التواتي إلى أن "هناك رسالة من وراء هذه التفجيرات مفادها أن بنغازي وليبيا لا تصلح للانتخابات، وبالتأكيد وجب البحث عن المستفيدين من عدم حدوثها".

وتفاديا لتكرار استهداف دور العبادة والصلاة بأعمال إرهابية، أصدر قائد الغرفة الأمنية المركزية بنغازي الكبرى، اللواء ونيس بوخمادة، مساء اليوم الجمعة، قرارا يلزم جميع مساجد بنغازي بتركيب #كاميرات_مراقبة وربطها مع كاميرات الغرفة الخاصة بإدارة البحث الجنائي، على أن لا يتعدى ذلك فترة أسبوعين.

العربية نت