هوامش على وقع الإنتساب/ سيد محمد ولد جعفر | 28 نوفمبر

هوامش على وقع الإنتساب/ سيد محمد ولد جعفر

أربعاء, 04/04/2018 - 13:56

قبل عشر سنين ومن داخل المستنقع الآسن ظهرت فجأة كتيبة برلمانية مشكلة من فتية مغمورين متأسين بمن سبقوهم من لعقة أحذية الحكام ، مثلت هذه الكتيبة طلائع لمؤامرة قادها ضباط عاشوا ردحا على الهامش ، لم يعرف عنهم تفوقا على الأقران ، ولا صموداً في الدفاع عن الأوطان ، ولا تكويناً متميزاً ،

 لعب التملق والزبونية والنسب الدور الأكبر في ترقياتهم على حساب المساطر العسكرية - حسب ما هو متداول - تحركت الكتيبة البرلمانية يتقدمها الذربان( ولد ببانا وولد محم ) ضد الشيخ اليفين (ولد الشيخ عبد الله) المُستقدم هو الآخر من منفاه "الريعي" ، الذي اغدق عليهم النياشين وبالغ في استخدام صلاحياته اعترافا منه بنعمهم عليه لتقضي لعبة التسابق نحو الثراء الفاحش بين بنت وبن العشيرة (ختو وعزيز) على الحب الذي بدا مستحيلا ، فتفكك الحلف بانتصار من يملك القوة الصلبة على من يملك القوة الناعمة.

بعد كسبه الجولة غير المكلفة استخدم زعيم تمرد الجيش جل معزوفات اللعب بعواطف العوام الذين أذلهم الفقر حتى اقتنعوا بأن الخنوع حكمة ، ومتعلمين يئسوا من أن يكون لبلادهم حظ في شيء ، وفي سكرة الدعاية المكثفة واليافطات المزركشة بعبارات الوعود وقليل المشاريع المخففة لبعض المعاناة ، انتشل زعيم المردة بطانته التي اختارها من ذوي الأرحام الاقربين من البؤس والحرمان فظهرت طبقة طفيلية جشعة ووقحة ، وبين ومضة عين أُتخمت ثراءً فاختفت بسببها مؤسسات بكاملها وبددت ميزانيات أخريات ، وجيء بكل فاشل لم يُحفظ عنه موقفا مشرفا دافع فيه عن مظلوم في وجه المستبدين الذين تعاقبوا على إدماء ظهور شرفاء هذا البلاد.

كل الحيل الخادعة استعملت من طرف مردة الجيش المتمردين ، منها حوار مع مستنشقي روائح موائد الحاكم الدسمة، حاديهم وهاديهم عملاقا النضال مسعود والنهب بيجل ، ليكتشفوا أنهم مجرد بيادق على رقعة شطرنج، وأن كل مخرجات حوارهم كانت خدعة دستورية، تسارعت الأحداث ، واتضح أكثر أن المحرك غير المعلن هو حيلة البقاء في السلطة بالمتاح ، وهو ما يعني أن قطعة الشطرنج من الممكن ان ترقع بلعبة الانتساب لحزب لم يفز رئيسه في مأموريتيه البرلمانيتين إلا في الأشواط التكميلية ، وجاءت الصفعة المهينة عند ما امتنع حتى بعض المقتنعين بالتعديلات الدستورية عن تزكيتها ، فسقطت الأقنعة، لا احد يريد الاستمرار في هذه اللعبة القذرة.

الاغبياء وحدهم شمروا عن السواعد متهمين بعضهم بعضاً بخذلان خيارات الزعيم التي جاءت اذلالا لهم حيث اجبروا في هذه السنة الممحلة ، وفي هذا الفصل أن يقنعوا من يتضور جوعا بأن يبرهن على تمسكه بخيار العطش والعلف الفاسد وذلك من خلال انتسابه لحزب لم يستطيع رئيسه الفوز في الشوط الاول في دائرته وفي مأموريته.

سيدي محمد ولد جعفر