اللغة السوننكية من أقدم اللغات في العالم اليوم؛ويتغير اسمها من مكان لآخر فمثلا في مالي تسمى "مار كاس" ومار تعني الملك ولفظة كاس تعني اللغة وربما لأنها لغة المملكة والملك في امبراطوية غانا ومن هنا قد تأتي التسمية، أما في السنيغال فيسمى السوننكي "اسرَغولّه" وهي تعني الإنسان الأبيض ومنها جاءت لفظة "بسكويت اسر غوله" والتي يربطها بعض الموريتانيين بالمجتمع السوننكي جهلا، بينما السوننكي هم من أطلقوا على هذا النوع من البسكويت "اسر غوله" حين جاء به المستعمرون الفرنسيون أي "بسكويت الرجل الأبيض" فالإنسان باللغة السوننكية يدعى "اسْرَ" واللون الأبيض يسمى "غولّه".
لكن هناك أيضا قناعة أخرى محزنة على حد تعبير الشاعر والباحث في اللغة السوننكية محمد ادجاكانا وهي تلك التي تتعلق بأن هذه اللغة مهددة بشكل جذري بالانقراض خلال ال70سنة القادمة حسب أكثر الباحثين تفاؤلا وخلال 50 سنة حسب وجهة نظر آخرين.
واللغة السوننكية تواجهها عدة تحديات ولعل أبرزها عدد من يتحدثون بها أقل من (2 مليون)ويتركزون أساسا في مالي و موريتانيا والسنيغال و غينيا بيساو؛ ومن بين التحديات التي تواجه اللغة السوننكية أيضا أن الناطقين بها مهاجرون في أغلبيتهم وهو ما ينشأ عنه ميلاد أجيال جديدة منبتة عن تراث ولغة بني جلدتها مما يعرض اللغة إلى خطر عدم التداول.
وقد أقام قومية السوننكي في السنوات الأخيرة عدة مهرجانات في موريتانيا ومالي استشعارا منهم بما تواجهه ثقافتهم ولغتهم من خطر الاندثار والاختفاء كما حدث للغات عدة، ولعل في طليعة هذه المهرجانات مهرجان مدينة "خاي" بدولة مالي الذي دق ناقوس الخطر والذي تكفل فيه الأزهر الشريف بتدريس اللغة السوننكية على غرار لغات أخرى إفريقية مثل الهاوسا والماندينغ وهذا قد أشرف الأزهر على طباعة أول كتاب باللغة السوننكية سنة 1970 بينما وضع اللغوي والأديب الموريتاني عثمان موسى ادياكانا أول معجم سوننكي_فرنسي.
يذكر أن اللغة السوننكية كانت لغة امبراطورية غانا وهي نفس الرقعة تقريبا التي قامت عليها مملكة مالي والتي منها الملك "منسا موسى" الذي تقول بعض المصادر التاريخية أنه في رحلته إلى الحج كانت قافلته تتألف من 1000 من الإبل محملة بالذهب، وقد عرفت الامبراطوية بالثراء الأسطوري حيث كانت قوافل التجار تجلب الملح لتقايضه بالذهب.
.......................................................................................................
*منسا موسى هو من اعتبره الموقع المتخصص «سيليبرتي نت وورث» أغنى رجل في تاريخ البشرية قاطبة بثروة تقدر ب 400 مليار دولار.
-------------
من صفحة الاستاذ الشيخ نوح على الفيس بوك
