التنصير في غرب إفريقيا .. العمل بعيدا عن ضجيج الإعلام (ملف مخيف) | 28 نوفمبر

إعلان

التنصير في غرب إفريقيا .. العمل بعيدا عن ضجيج الإعلام (ملف مخيف)

أربعاء, 02/10/2016 - 23:40

هيئات ومنظمات إذاعية:
 وتجسيدًا لهذا الاهتمام بالإذاعة كوسيلة تنصيرية، أنشأت عشراتُ الهيئات والمنظمات الإذاعية المسيحية في أنحاء متفرقة من العالم المحطاتِ الإذاعيةَ، وخططت لها، وتبادلت الخبرات والبرامج والاستشارات والخبراء، وعقدت المؤتمرات، وأقامت الدورات التأهيلية والتدريبية للذين يعملون في هذه المحطات، وأجرت البحوث والدراسات على جماهير المستمعين للكشف عن مدى تأثير هذه المحطات وفاعليتها، فضلا عن تقويم خططها وبرامجها.

ولعل أنشط هذه المؤسسات والهيئات والمنظمات -على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر- المؤسسات التالية:
1- الرابطة الكاثوليكية للراديو والتلفزيون: ومقرها سويسرا، وهي الرابطة التى تضم مئة محطة إذاعية كاثوليكية، وينصب نشاطُها على خدمة التنصير، وعقد المؤتمرات، وتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال، فضلا عن التعاون المنظم مع الروابط والهيئات والمنظمات الإذاعية التنصيرية، وإجراء البحوث والدراسات وتقديم التوصيات اللازمة.

2- الرابطة العالمية للإذاعة المسيحية: وكانت هي البديل الذي حل محل اللجنة التى أنشأها مجلسُ الكنائس العالمي عام 1961م، وتعمل هذه الرابطة -التي تتخذ من جنيف مقرًا لها- على خدمة الإذاعات الدينية في تطوير برامجها ورفع مستواها، ومن ثم فهي تُولي البحثَ والدراسات في هذا المجال أهميةً فائقة، كما تقدم منحًا للكنائس والمنظمات المسيحية والأفراد للتدريب على استخدام الإذاعة في مجال التنصير وإعداد المتخصصين عقائديًا وفنيًا.

3- الاتحاد العالمي للاتصالات المسيحية، الذي أنشئ عام 1968م في لندن، ويمنح حق العضوية للأفراد والكنائس ووكالات الاتصال والهيئات المسيحية المختلفة العاملة في مجال الاتصال، إلى جانب تزويد محطات الإذاعة التنصيرية بالخبرات والاستشارات الفنية وإعداد الفنيين والمتخصصين المدربين.

4- الرابطة الدولية للإذاعيين المسيحيين: وهي رابطة خاصة بالإذاعيين العاملين في مجال الإذاعات التنصيرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أنشئت بناءً على توصية من المؤتمر العالمي للراديو التنصيري. وتبذل الرابطة جهدًا واضحًا في متابعة محطات الراديو العاملة في مجال التنصير، وإصدار النشرات التي توزع مجانًا عن هذه المحطات وبرامجها ونشاطاتها، فضلا عن إجراء البحوث والدراسات لتعرُّف مدى تأثير هذه المحطات على جمهور المستمعين والمشاهدين.

5- جمعية التنصير العالمية بالراديو: وهي جمعية بروتستانتية، مقرها "نيوجرسي" بالولايات المتحدة الأمريكية، وتتولى الإشراف وإدارة عدد من المحطات التنصيرية الدولية، تأتي في مقدمتها إذاعة "حول العالم" الناطقة بالعربية من مونت كارلو.

6- الهيئة التنصيرية العالمية في "هونج كونج": وهي الهيئة التى تقود مسئولية الإشراف وإدارة عدد من الإذاعات الموجهة إلى دول جنوب شرق أسيا، وإن كانت تولي عناية فائقة للمحطات الموجهة إلى إندونيسيا على نحو خاص.

7- الاتحاد الفليني للإذاعيين الكاثوليك: ومقره"تايلند"، ويتولى الإشراف على عدد من المحطات التنصيرية، ويقدم لها المعلومات وخدمات التدريب والتخطيط.
 
ولا جرم ليست هذه هي كل المؤسسات والهيئات الإذاعية التنصيرية في العالم، فقد بلغ عددُها عام 1980م أكثرَ من خمس وثلاثين هيئة ومؤسسة إذاعية دولية، يمتلك بعضُها محطات كاملة، ويستأجر بعضُها الآن ساعات للبث من محطات دينية أو تجارية أخرى. وقد بلغ عدد المحطات التى تملكها أو تستأجرها الطائفةُ المعمدانية وحدها أكثر من مئة محطة تنصيرية في أكثر من ثمانين بلدًا.

• تاريخ الإذاعات التنصيرية:
والحقيقة أن تاريخ هذه المحطات الإذاعية التنصيرية يعود إلى بداية العشرينيات من القرن الماضي (1920م)، وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، إذ اتجهت بعضُ المحطات الأمريكية للعمل في مجال "التنصير" وأصبحت جزءًا رئيسًا من برامجه وامتدادًا له، فاستخدمت هذه المحطات للتوجه بتعاليم المسيحية وأفكارها إلى أولئك الذين لم يعتنقوا المسيحية، أو الذين لم يعتنقوا دينًا أو عقيدة على الإطلاق، ومن هنا بدأت فكرةُ المحطات الدينية الدولية، ونشأت أولى محطات من هذا النوع، وهي محطة "نداء المسيح" أو "صوت يسوع المبارك"، وبدأت المحطةُ إرسالَها من إكوادور في 25 من ديسمبر عام 1931م، في حين بدأ راديو الفاتيكان إرساله في شهر فبراير من العام نفسه، ومن مدينة الفاتيكان نفسها، وهو يسعى إلى خدمة المسيحيين الكاثوليك أينما كانوا. أما محطة "صوت المسيح" فقد كانت معنية بالوصول إلى الذين اعتنقوا المسيحيةَ أو لم يعتنقوها على حد سواء.

وفي عام 1948م ظهرت محطة ثالثة أنشأتها إحدى منظمات التنصير الأمريكية في "مانيلا"، وعرفت باسم "اتحاد إذاعات الشرق الأقصى"، وسرعان ما امتد إرسالُها ليغطي مناطق واسعة من بقية القارة الآسيوية.

وقد شهد العقدان التاليان توسعًا هائلا في إقامة المحطات الإذاعية الدولية للتنصير في قارتي أسيا وإفريقيا، وبدعم خاص من قبل منظمات وهيئات ومؤسسات التنصير الأمريكية بالذات.

ففي عام 1954م، بدأت إذاعة "awla"، ومعناها: "بالحب الأبدي نكسب إفريقيا"، ويعد ذلك الاسمُ الشعارَ والهدفَ الذي حددته المحطة دليلاً لعملها منذ بدأت إرسالها من منروفيا عاصمة ليبيريا، وقد بدأت البث باللغة العربية عام 1957م. وبلغ عدد اللغات التي تذيع بها هذه المحطة برامجَها ما يقرب من خمسين لغة حتى الآن.

وفى عام 1954م أيضا بدأت محطة طنجة إرسالها من مدينة طنجة بالمغرب، وهي المحطة التي استمرت وواصلت إرسالَها من مكان آخر فيما بعد عام 1960م تحت اسم "إذاعة حول العالم" من "موناكو"- مونت كارلو.

وفي عام 1956م، بدأت محطة "جماعة الراديو" إرسالَها من جنوب كوريا.

وفي عام 1963م بدأت محطة "راديو كورداك" إرسالها من بورندي، وهي محطة تنطق باسم المذهب البروتستانتي، وفي العام نفسه أيضًا بدأت من إثيوبيا إذاعة "راديو صوت الإنجيل"، وهي المحطة التى أغلقتها الحكومة الإثيوبية عام 1975م.

وفي عام 1969م بدأت محطة إذاعة "فيرتياس"، وهي محطة دولية كاثوليكية قرب مانيلا، يديرها الاتحادُ الفليني للإذاعيين الكاثوليك بالتشاور مع الكنيسة الكاثوليكية الألمانية الغربية، وهي محطة موجهة إلى مناطق آسيوية فقط.

وفي عام 1973م، بدأت محطة "ويفر" إرسالها من ولاية فلوريدا، وهي تبث برامجها باللغة العربية على مدى ثلاث ساعات ونصف أسبوعيا، مع أنها غير مسموعة في البلاد العربية لبعدها الشديد عن العالم العربي.

وإلى جانب هذه المحطات يمكن القولُ بأنَّ هناك مئاتِ المحطات التنصيرية المعروفة ومئاتٍ أخرى ما زالت مجهولة، وقد يكون مفيدًا أن ندرج فيما يلي بعضَ أسماء هذه المحطات "المعروفه"- على سبيل المثال لا الحصر - وهي:
 
إذاعة راديو الفاتيكان- إذاعة حول العالم "موناكو"- إذاعة صوت الغفران "جزيرة سيشل"- إذاعة صوت الشبيبة - إذاعة المحبة والوفاء - إذاعة المركز المعمدان- إذاعة مقدم الحق - إذاعة مركز النهضة - إذاعة صوت الإصلاح - إذاعة نور على نور "مرسيليا" - إذاعة المدرسة الإنجيلية "مرسيليا" - إذاعة صوت كلمة الحياة "أسبانيا" - إذاعة نداء الرجاء - إذاعة دار الهداية "سويسرا" - إذاعة ميجانوسا "إندونيسيا"- إذاعة أدفنت "إندونيسيا" - إذاعة بكما "إندونيسيا" - الإذاعة الإنجيلية "إندونيسيا" - إذاعة زيون "إندونيسيا" - إذاعة تي "إندونيسيا" - إذاعة تليستار "زائير" - إذاعة صوت الإنجيل "إثيوبيا" - إذاعة صوت الحق "لبنان".

• 14 محطة عربية:
ومع عدم وجود إحصاء دقيق لعدد المحطات الدينية التنصيرية في العالم، إلا أن أهم ما يلفِت النظر في هذا الصدد أن هناك أربعَ عشرةَ محطة تنصيرية تبث إرسالَها باللغة العربية، على مدى 1500 ساعة أسبوعيا، تبث أربعة من قبرص، وأربعة أخرى من موناكو، وتبث واحدة من روما، وثلاثة أخرى من جزيرة سيشل. وقد لوحظ من خلال رصد هذه المحطات ومتابعتها خلال السنوات الماضية أنها تستبدل أسماءها وتغيرها بين حين إلى آخر.

كما جرى ضم بعضها إلى بعض في إطار محطة واحدة تنطق باسم واحد، وتمثل كل محطة من المحطات المنضمة برنامجًا يحمل اسمها في إطار المحطة العامة، ونجد مثالا واضحًا لذلك في الإذاعة الناطقة باسم "صوت الغفران" التي كانت تنطق باسم "صوت الإنجيل" في البداية، ثم غيرت اسمها إلى "صوت الحق" ثم "صوت الغفران"، وهذه المحطة أصبحت تضم ثلاث محطات هي: صوت الغفران- نداء الرجاء- ساعة الإصلاح. وهي ثلاثة برامج يقدم كل منها تحت الاسم نفسه في وقت معين لكل منها، وفي مساحة زمنية متصلة تحت الاسم الرئيس "إذاعة صوت الغفران". وهنا تجدر الإشارة إلى أن كلا من ساعة الإصلاح ونداء الرجاء وصوت الغفران منظمات تنصيرية أصلا، وليست محطات إذاعية فقط.

وهذه المحطات الثلاث المندمجة، ومعها محطة راديو الفاتيكان، ومحطة حول العالم من مونت كارلو، تعد أهم المحطات التنصيرية الموجهة إلى العالم العربي شرقه وغربه.

وقد واكب ذلك الانتشارَ الواسع للمحطات الإذاعية التنصيرية ظهورُ الكثير من مراكز إنتاج البرامج، حتى أصبح بإمكان محطة ما أن تنتج الكثير من البرامج بمختلف اللغات وأن تذيعها من محطات خاصة بها، أو أن تستأجر وقتًا من محطات تجارية أو دينية أخرى لتذيع من خلالها برامجها المختلفة، ناطقة باللغات التي تريدها.

والحقيقة أن مخططات التنصير تلاحق كل تقدم تكنولوجي يحدث في مجال الاتصال الجماهيري، وتحاول استغلال كل ما يجد من هذه الوسائل، وآخرها الأقمار الصناعية والبث التلفزيوني المباشر وشبكة الإنترنت، فقد وافقت الفاتيكان منذ سنوات على مشروع ضخم، تقدم به الأب الكاثوليكي "جوساي"، يتمثل في بناء محطة تلفزيونية كبيرة للبث منها إلى جميع أنحاء العالم، للتبشير بتعاليم الإنجيل عن طريق ثلاثة أقمار صناعية. وقد سمي هذا المشروع بمشروع "لومين2000"، والذي يعد الأولَ من نوعه، من جهة الحجم واتساع مساحة البث، وإمكان السيطرة إعلاميا على جميع قارات العالم، وخصوصًا قارتي أفريقيا وآسيا حيث يوجد معظم المسلمين.

وهذا المشروع التنصيري الخطير الذي موله مليونير هولندي، يهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق أهداف مجلس الكنائس العالمي في تنصير المسلمين، أو على الأقل زعزعة عقائدهم عن طريق البث الثقافي التلفزيوني اليومي المستمر بلغات متعددة للتبشير بتعاليم المسيح تحت اسم "التنوير والتعاون ومحاربة الجهل"، وكلها مسميات للتمويه على القيادات السياسية والحكام المسلمين.

ولقد عقد في هولندا أخيرًا اجتماع عالمي للتنصير، رأسه المنصر جراهام بللي، وحضره 8194 منصر من أكثر من مئة دولة، وبلغت نفقاته 21مليون دولار، وقد أعلن رئيسه أنه يستعد من الآن ويخطط لحملة صليبية عالمية لنشر المسيحية، تستخدم فيها الأقمار الصناعية وأحدث وسائل الاتصال والمعدات.

المصدر: موقع المسلم