كلنا يهود! | 28 نوفمبر

فيديو

فيديو

إعلان

كلنا يهود!

سبت, 02/13/2016 - 11:52

فؤاد أبو حجلة

أثار اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيهوديته قبل أيام زوبعة من ردود الفعل الغاضبة في أوساط النخب العربية.

لم يذهب أوباما إلى كنيس يهودي لإعلان تحوله من المسيحية التي تحول إليها من الاسلام أصلا، لكنه ذهب إلى سفارة إسرائيل في واشنطن ليشارك في إحياء ذكرى ما يسميه اليهود محرقة، وليعلن هناك بالفم العبري المليء “كلنا يهود”!

لم يكن في هذا الاعتراف أي جديد، وخلافا لما كتبه وما قاله كتاب وصحفيون عرب لم أقرأ في هذا الاعتراف استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين ولم أر فيه انحيازا سافرا لإسرائيل، لأن رئيس أمريكا يستفز مشاعر العرب والمسلمين وينحاز لإسرائيل وجرائمها منذ توليه الحكم في واشنطن، وقد كان صادقا مع نفسه ومع شعبه ومعنا حين أكد يهوديته السياسية بهذا التصريح الصريح.

ثم إن الذين استفزهم إعلان أوباما أو اعترافه بيهوديته عبروا عن سطحية سياسية صادمة حين اعتقدوا أن قول الرئيس الأمريكي يعبر عن تحول أو مسار جديد في سياسة واشنطن في المنطقة، لأن هذه السياسة كانت يهودية منذ قيام الولايات المتحدة ولم تتغير أبدا رغم تمتع واشنطن يعلاقات تحالف مع العديد من الأنظمة العربية التي تسبح بحمد أمريكا ليلا ونهارا.

لكن، يبدو أن هؤلاء يؤمنون بما عبر عنه جورج أورويل بأن الحقيقة التاريخية لا يتجلى حضورها الا إذا صارت قولا ينقل ويتداول.

لم يكشف أوباما سرا خطيرا في اعترافه بيهوديته، لكنه شطب بهذا الاعتراف أوهام العرب الذين يضعون ما تبقى لديهم من بيض في السلة الأمريكية، ويحلمون بعدالة السيد الأمريكي وعدله في التعامل معهم ومع ضرتهم إسرائيل.

لم يكتف صديق الرجعيات العربية الساكن في البيت الأبيض باعتراف الولايات المتحدة باسرائيل كدولة يهودية، بل زاد على ذلك بإعلانه يهودية أمريكا وأصدقائها في المنطقة وفي العالم. وهو، في واقع الأمر، كان يصف واقع الحال، ولا يعبر فقط عن طموح شخصي.

نعم، كلنا يهود حين ندير ظهورنا لفلسطين، وكلنا يهود حين نستنكف عن تعزيز صمود آخر العرب في فلسطين، وكلنا يهود حين نمول موتنا بأيدينا وندعم “داعش” وغيرها من تنظيمات الظلام التي تلتقي عقائديا مع المحتوى التلمودي، وكلنا يهود حين نؤجر ترابنا الوطني للقواعد الأمريكية التي تنطلق منها قاذفات الموت لتدمير عواصمنا، وكلنا يهود حين نصر على قمع الانتفاضة والاستمرار في مهزلة المفاوضات والتنسيق الأمني مع القتلة.

بعيدا عن الهذر الفارغ وعن تنظير الكتاب وخطابات الزعماء العباقرة ومؤتمرات القمة العربية وبيانات القوى الثورية وفتاوى شيوخ الظلام.. كلنا يهود.

معتدلون وممانعون، يمينيون ويساريون، حضريون وبدو وفلاحون، عرب عاربة وعرب مستعربة، مشارقة ومغاربة، كلنا يهود.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.