مؤتمر دعم المقاومة رسالة متعددة الإيحاءات | 28 نوفمبر

إعلان

مؤتمر دعم المقاومة رسالة متعددة الإيحاءات

أربعاء, 07/13/2016 - 18:41

معن بشور

        إنها لرسالة حافلة بالإيحاءات والمعاني أن يتقاطر حوالي 300 شخصية لبنانية وعربية إلى “المؤتمر العربي العام لدعم المقاومة ورفض وصمها بالإرهاب” في بيروت رغم الأجواء الأمنية القلقة، ورغم محاولات العديد من الأنظمة والجهات الإعلامية والسياسية شيطنة المقاومة وداعميها.

        فهي رسالة للمقاومة، بكل فصائلها، انه ما زال في أمتها من يعتز بالمقاومة وانجازاتها لا سيما وإننا نعيش أجواء الذكرى العاشرة لانتصار تموز في لبنان، والذكرى الثانية لانتصار رمضان في غزة.

        وهي رسالة للعدو الإسرائيلي ولحلفائه الدوليين والإقليميين بأن ما عجز عن تحقيقه بالحروب العسكرية الكبرى لن يحققه بحروب الفتنة المتنقلة من قطر عربي إلى آخر، ولا بهذا الكم الهائل من التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري الذي يصم الآذان ويزكم الأنوف ويعمي الأبصار ويشل العقول…

        بل إن المقاومة التي يسعون إلى حصارها بالانقسام هي أداة وحدة في امة أثبتت إنها عصية على الاستسلام رغم كل ما حل بها من نكسات وهزائم على امتداد العقود…

        وهي رسالة لذاكرة الأمة التي يحاولون كيّها وإسدال الستار على كل ما هو مضيء فيها،  لا سيما وان هذا المؤتمر ينعقد عشية الذكرى 64 لثورة 23 يوليو المصرية التي قادها الرئيس الخالد الذكر جمال عبد الناصر صاحب القول المشهور ” إن المقاومة وجدت لتبقى ” والقول الآخر ” إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.

        وهي رسالة لحركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية نفسها بأن تتجاوز كل ما يعترض طريق وحدتها من عوائق، ويحول دون تكاملها من عقبات، فوحدتها اليوم طريق انتصارها، وأولوية الصراع مع الاحتلال الصهيوني هو طوق نجاتها ونجاة الأمة كلها مما تواجهه من آفات الانقسام والاحتراب المدمرين.

        وهي رسالة اعتزاز لكل من أنتصر للمقاومة العربية من فلسطين إلى العراق إلى لبنان، بل رسالة تحذير لكل من يحاولون تدفيعه اليوم ثمن مواقفه الوطنية والقومية والأخلاقية، شعوبا وجيوشا وحركات وقيادات، رسالة تقول لهؤلاء جميعا لستم وحدكم فشرفاء أمتكم وأحرار العالم معكم.. معكم في وجه الحروب العدوانية من الخارج وحروب الغلو والتطرف والتوحش من الداخل…

        وهي رسالة لكل أطراف معسكر المقاومة وداعميها بالدعوة إلى المراجعة المستمرة للأداء، فنعمق الايجابيات ونتجاوز السلبيات فالمراجعة تقود إلى المصالحة التاريخية المنشودة، والمصالحة إلى المشاركة. والمشاركة المعتمدة على المراجعة والمصالحة هي السند الاستراتيجي للمقاومة….

        بل هي رسالة للبنانيين جميعاً بأن يترفعوا عن كل الصغائر في العلاقات  بينهم، وان يتمسكوا بقوة المقاومة التي حررت لهم الأرض، وردعت العدوان، كما هي رسالة للفلسطينيين جميعاً بأن يوحدوا صفوفهم اليوم حول انتفاضة شبابية باسلة تحمل في داخلها كل احتمالات دحر الاحتلال واقتلاع المستوطنات وإسقاط الحصار.

كاتب عربي