ساعتي تستطيع شرائكم / حنان محمد سيدي | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

ساعتي تستطيع شرائكم / حنان محمد سيدي

جمعة, 09/02/2016 - 13:27

ساعتها لا تقل عن خمسين ألف أوقية ، دائما تتبجح بأنها لاتتنازل عن ماركة " جيس الإيطالية العالمية " الشهيرة في عالم ساعات السيدات، ثمن ساعة السيدة المصونة يضاهي مصروف عائلة بسيطة لشهر كامل وهي فخورة بذلك في مجتمعنا البدوي حديث العهد بالمدينة أضحى التباهي بين السيدات أو مايعرف محليا ب" الفخر" سمة عامة.

فلانة لا تسمح لنفسها بإرتداء أقل من ملحفة فاخرة من "كنيبة" وتأتيها آخر صيحات " مفتلة عدن" كل أسبوع من دبي أو هكذا تصرح أمام القريبات والصديقات، متجاهلة عوز البعض وحاجة البعض الآخر، هي تعتقد جازمة أنهن يحترمنها فقط لأنها تلبس أفضل منهن ، في مجتمع التقليد الأنثوي هاذا تتحول الفتاة المتكبرة إلى ملكة تنتشر من حولها وصيفات يقلدنها في كل شيء دون أن يطرحن السؤال، ماذا لو كانت الملكة مفلسة؟ ماذا او أنها تتباهى بما لاتملك؟ من أين لفتاة متوسطة الحال بكل هذا الجاه والعز؟ السؤال الأخير تحديدا لايطرح غالبا لأنه في مجتمع الاستنزاف المادي هذا لايهم من أين تأتي الفتاة المدللة بالمال لتعيش في هذا الجو المترف. ... بعضهن ترتدين أجمل وافخر الثياب والحلي حتى رغم أن المستوي المادي لعائلاتهن محدود جدا والمجتمع لايسأل وقليلة هي العائلات التي تشك في مصادر تمويل حملات الفخر لدى بناتها المترفات الاتي ترفعن شعار"ثوبك يرفعك قبل جلوسك" لكن لايهم بعدها إن لم يكن لك ثوب أصلا.

في فسحة النفاق المجتمعية هاذه يكون الاحترام من نصيب الفتاة المتبجحة، ولاتحظى المتواضعة العفيفة بالكثير من الاهتمام، حتى الرجال أو بعضهم على الأقل ينتبه للعينة الأولى على حساب الثانية ليجري خلف مظاهر خداعة، لكنه لن يدرك أنه وقع في فخ قاتل إلا بعد الزواج، فطلبات الزوجة الجديدة لاتنتهي وتكثر من الترديد على مسامعه على أنها لن تتنازل عن المستوى الذي كانت تعيش فيه، سيضطر صاحبنا للاقتراض وشيئا فشيئا سيعجز عن تلبية الطلبات التعجيزية للزوجة المتفاخرة، سيمد يده إلى مال هو مسؤول عن صيانته وكثيرا ما كانت هذه الطلبات التعجيزية لسيدات هذا الطراز وراء دخول أزواجهن للسجن بتهم الفساد وخيانة الأمانة.

لكن لنكون منصفين، لا يقع اللوم فقط على هذه الفئة من السيدات المخمليات، إنما أيضا على مجتمع ينظر لهن بكل احترام وتبجيل في العلن رغم أنه يحتقرهن في الخفاء، كان يجب علينا جميعا أن نعري هذه الظواهر ونوجه إليها سهام النقد ونحاول علاجها عبر التوعية وتثقيف المجتمع بخطورة الكبر والتفاخر وأثره الاجتماعي والاقتصادي المدمر.