للعقلاء  | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

للعقلاء 

أربعاء, 10/19/2016 - 19:40

إذا كانت القضية الصحراوية قضية بين الجزائر و المغرب ، و من المعروف حيازة الجزائر على ثروات طبيعية مختلفة و هامة، لا تتوفر مطلقا لدى المغرب ، و أهمها الغاز و البترول ، و هي ثروات مغرية جدا ، و بما أن البعض يربط أي تقدم أو نصر للدبلوماسية الصحراوية ببلد ما بخصومة بين هذا الأخير و المغرب و تقارب أو طمع بالجزائر، فلماذا لا نجد سفارات و مكاتب لجبهة البوليساريو في العديد من الدول العربية بما أن قدرة الجزائر على المقايضة كبيرة بحكم ثروتها ؟ و لماذا لم تشتري لنا الجزائر مقعدا في الجامعة العربية اذا كانت هذه هي القاعدة ؟ 
إننا لنتحدى من شاء منكم ، أن يأتنا بدليل واحد حول عمل الدبلوماسية الجزائرية في الوطن العربي و علاقتها بالقضية الصحراوية ، فالجزائر لا تؤسس علاقاتها بالدول على مقاييس دعمها من عدمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، كون هذه قضية مدولة أمميا و من شاء من العرب نصرة الحق و من شاء منهم نكرانه . 
و لتقريب الفكرة أكثر ، لنأخذ موريتانيا و تونس نموذجا ، ففي الأولى و رغم اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية ، لا توجد سفارة للصحراويين و لا أي تمثيل دبلوماسي مهما كانت مرتبته ، و أما بتونس فما من موطئ قدم للبوليساريو ، فهل سجل التاريخ محاولة الجزائر طرح استثماراتها و دعمها لتونس و موريتانيا مقابل مواقف صارمة تجاه المغرب تتعلق بالقضية الصحراوية لو أنها تعتمد في سياستها أساليب كهذه ؟ 
لا يفهم سياسة الجزائر إلا من فهم طبيعة الإنسان الجزائري الشهم النبيل ، صاحب النخوة و عزة النفس ، الجزائر لا تضع نفسها في مرتبة السائل المتزلف ، الراشي المتقلب ، الجزائر تناصر الحق أين ما وجد أهله فقط . 
الجزائر إذ تدعم الشعب الصحراوي و قضيته بسخاء، تبتعد عن النيابة عنه ، فالحرب و السلم ضمن معركة التحرير يداران بعقول و سواعد و تضحيات الصحراويين دون سواهم ، دون أن نكتم المؤازرة الجزائرية كحليف نفتخر به .
ليست هناك أي علاقة بين دعم الجزائر مؤخرا لمصر بحمولة باخرة من البنزين و بين مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في دورة البرلمانيين العربي و الافريقي المشتركة المنظمة بشرم الشيخ ، فبلد المليون و نصف المليون من الشهداء سباقة لعون أشقائها ، و الدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها خاصة في افريقا ، و مصر دولة من القارة السمراء كذلك .

--------------

من صفحة الأستاذة النانة لبات الرشيد