العقل السفلي : المرأة وفحولة التفكير | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

العقل السفلي : المرأة وفحولة التفكير

خميس, 12/01/2016 - 11:10

كتبت قبل أسابيع عن تشابه الأمراض الفكرية بين التيارين المحافظ والتقدمي - وإن اختلفت الأعراض - ، وأوردتُ بعض المقارنات لتذليل الدليل وتقريب الفكرة .

لكن موضوع المرأة ظل محور الصراع الفكري ، باعتبارها مادة المحافظة والتنوير معا .

فبالنسبة للتيارات المحافظة يعتبر تحرير المرأة هو مفتاح التحلل الثقافي والانحراف الديني وهدم الهوية.

وبالنسبه للتيارات التقدمية يعتبر تحرير المرأة محور عملية التنوير وقطب رحاها .

وأعرج دائما على حربِ اليمينين المستعرة ، والتي تعيق وتشوه خارطة الوعي الجمعي .

فبين هذين اليمينين لا تجد المرأة طريقا لمواكبة العصر غير أن تتدرج في تحرير جسدها من سيطرة اي ساتر لمفاتنها .
ولا تجد طريقا للمحافظة غير أن تتقوقع ضمن المنظومة الجبرية للمجتمع البدوي بكل ما لذلك من تبعات .

الحقيقة الغائبة بين هذين اليمينين هي أن المعاصرة لا تتعلق باستفزاز الهرمونات ولا استعراض الجسد .
وان المحافظة لا تتعلق بالجهل والخنوع لقيم الذكورة البدوية .

للمرأة أن تخرج إلى وسط مريح وواسع لتصنع قيما للمعاصرة مشحونة بأصالة وقيم المحافظة .

لها أن تقول للتقدميين أن يشتهوا جسدها في مخيلاتهم دون أن تكون هي مادة هذه الشهوة أو وسيلة إشباعها .
وتقول للمحافظين أنها ليست أداة من متاع البيت يتم التصرف بها وفق التراضي بين طرفين .

لها أن تمتلك قرارها وإرادتها وأن تخرج لميادين العلم والعمل والحياة دون أن تكون ساقطة أو مارقة أو متبرجة .

لها أن ترسم معالم طريقها بعيدا عن من يرى جسدها عارا وملكية خاصة أو يريده مشاعا وملكية عامة .

لها أن تفكر في ما ينبغي بعين إرادتها لا بعين مشتهيها .

وقعت هذه المرأة في ورطة بين قطبي ذكورة شبقة ، أحدهما يريدها للمتعة والانجاب ويحتكرها لذلك ، وآخر يريدها زينة الشوارع والمحلات والأماكن العامة ، ويتحدث عنها ضمن فلسفة الجمال وليس ضمن فلسفة الإنسان .

على المرأة أن تخرج بخطة عمل مصدرها عقل علوي ، يدرك أن المحرم أمر إلهي لا يقف عائقا أمام الحياة .
وأن المباح بحبوحة عظيمة يمكن أن تسمو فيها بروحها وعقلها دون أن تطرح جسدها لمناقصة أو مزايدة بين يمينين .

وعلى الرجل أن يقيل عقله السفلي عندما يفكر في تقدم أمة أو تذكيرها بنفسها .

ويدرك أن التفكير الفحولي لا يقود لنهضة ولا يدعو لفضيلة .

-----------

من صفحة الأستاذ محمد أفو على الفيس بوك