الأمومة شيءٌ مرّهق | 28 نوفمبر

الأمومة شيءٌ مرّهق

خميس, 12/08/2016 - 21:41

الأمهات، إنهن نواريس المحبة، فوانيس العطاء، لا يكففن عن فضح أنفسهن بعشقهن المفرط للأبناء، الموغل في التخلي عن الذات، الأمومة شيءٌ مرّهق و مقلق و حارق و حادّ جداً..
كنتُ أجلسُ علَى مقعدٍ في زاويةٍ منعزلة عن ما حولي، أتأملُ ألمي الذي تمدّد داخل خلايا جسدي كله، ثمة لحظات تقتالك ببطئها، كي تشوّه كلّ ما يحيط بك، تتلاشى حدود عقلك و استيعابك للأشياء.. إنه الألم.
كان نظري مصوب على عمود الإنارة في الشّارع المقابل للمستشفى الذي يحجبه عني علم بلادي، إذ هو يرفرف عاليا نحو الصمت.. تأملته جيدا و تأملت نفسي و تأملت انكساري كذلك.. انكساري و ألمي الذي يطحن كلّ الأشياء الرّائعة المحيطة بي و صوت إبنتي يخترق طبلة أذني، و الأطباء يقومون بخياطة الجروح.. ابنتي ضئيلة على كل هذا الألم و كل هذا العذاب وخيوط الجراحة و الإبر و رائحة الأنسولين و الغرف الباردة..
دائما ما كنت أحدث نفسي أنني مقصّرة في حقها، لم أعطها ما تستحقه، كم شعرت بالحزن حقاً، لكنني الآن و أنا أسبحُ في بركةٍ من القلق والخوف عليها لا أملك غير قطرات الدموع التي أسكبها في ذهني.. إحدى صديقاتي على فيس بوك أخبرتني أنها سألت أمها هل تحبها مثل ما تحب صديقتي أبناءها؟! الإجابة هنا بلا قيمة قطعاً.. هي ضربٌ من التيه و مفرغة من المعنى.. ولدت المرأة كي تعرّف المحبة و الرحمة و كل الأشياء الجميلة..
أريد أن أسند رأسي إلى شيء، حتما إلى كتف أمي..

-------------

من صفحة الأستاذة سومة محمد لولي على الفيس بوك