استقطاب السياسيين لأتباع الطرق الصوفية يثير جدلاً في تونس | 28 نوفمبر

استقطاب السياسيين لأتباع الطرق الصوفية يثير جدلاً في تونس

سبت, 02/18/2017 - 09:30

 أثارت تصريحات صحافية لرئيس اتحاد الطرق الصّوفية في تونس حول محاولة عدد من السياسيين استقطاب أتباع الطرق الصوفية، موجة من الجدل والانتقاد لبعض السياسيين التونسيين الساعين لاستثمار الدين لتحقيق مكاسب سياسية قبل أشهر من الانتخابات البلدية والجهوية المقبلة.
وكان رئيس اتحاد الطرق الصوفية في تونس حسن بوعبدالله أكد في تصريحات صحافية محاولة عدد من قادة الأحزاب السياسية، أبرزهم رئيس حركة «مشروع تونس» محسن مرزوق، استقطاب أتباع الطرق الصوفية لمساندتهم في الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن الصوفيين في تونس يساندون الحكومة والمؤسستين الأمنية والعسكرية «من اجل القضاء على الفتنة في البلاد. ولا علاقة لهم بأي حزب إسلامي بما فيهم حركة النهضة».
وعلّق القيادي في حركة «النهضة» محمد القوماني على تصريحات بوعبدالله بقوله: «من مفارقات المشهد التونسي أن الذين يعترضون على ما يسمّونه «استعمال الإسلام لأغراض سياسية من قبل حركة النهضة» هم أنفسهم لا يترددون في مختلف المناسبات عن استعمال رموز دينية لأغراض سياسية مثل زيارة بعض مراقد ما يسمى بالأولياء الصالحين أو استغلال مناسبات كالمولد النبوي الشريف وغيره للدعاية السياسية».
وأضاف لـ«القدس العربي»: «السيد محسن مرزوق هو من بين هذه الشخصيات التي تستعمل الرموز الدينية لأغراض سياسية، وأعتقد أن تصريحات زعيم الطريقة الصوفية ذات مصداقية كبيرة لأننا لاحظنا ذلك (محاولة استقطاب الصوفيين) في أكثر من مناسبة، ونأمل أن تدرك الشخصيات الروحية دورها جيدا وتمتنع عن أي توظيف من هذا النوع، وبالطبع هناك فريق كبير بين استغلال الرموز الدينية والطرق الصوفية أو غيرها من المظاهر العريقة في المجتمع الإسلامي (من قبل السياسيين) وبين التفاعل الإيجابي مع الحضارة والثقافة الإسلامية».
ويعود تاريخ انتشار الطرق الصوفية في تونس إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويُقدر عدد أتباعها بمليوني شخص وفق بعض المصادر الصوفية، ولهم عدد كبير من المقامات أو الزوايا المنتشرة في عدة مدن تونسية، ويشكلون نقطة جذب كبيرة لعدد من السياسيين الساعين إلى تحقيق مكاسب جديدة وخاصة على الصعيد الانتخابي قبل أشهر من الانتخابات البلدية والجهوية التي يفترض أن تُعقد قبل نهاية العام الحالي.

القدس العربي