هل عبارة “القمة العربية” أضحت شيئاً من الزمن الجميل؟ | 28 نوفمبر

هل عبارة “القمة العربية” أضحت شيئاً من الزمن الجميل؟

ثلاثاء, 03/28/2017 - 20:10

يتندر الكثير من العرب على “القمة العربية” التي ستنعق غداً في منتجع (البحر الميت) بأنها من المحتمل أن تكون إعلاناً عن موت “قمم العرب” إِنْ لم تكن إعلاناً عن موت العرب كأمة.  يبدو أن اختيار “البحر الميت” لهذه القمة هو خطأ “فرويدي Freudian Slip.

في السنوات السبع الأخيرة، شهد العالم العربي إنقلاتاً عروبياًّ (إِنْ صح التعبير) و انفلاتاً جيو إستراتيجياًّ و أمنياًَ.  لم تعد الأمة العربية التي كانت تتمتع بمقوّمات الأمة كذلك.

اليوم، العالم العربي مقطّع الأوصال أنّى التفتَ المرء.  العراق لم يعد عربياًّ و سوريا و ليبيا و مصر و اليمن تتقاذفها دعاوى شتى.  تحت خدعة هذه الدعاوى يقتل العرب بعضهم بعضا.  “يا نجمةَ داوود ابتهجي؛ يا محفل (ماسون) ترنّح طرباً، فالعرب أغنوا “إسرائيل” عن مؤونة قتلهم، لأن “إسرائيل” عن طريق حلفائها و وكلائها الإقليميين و الدوليين دفعتهم في هذا الإتجاه.

تم جلب دعاوى الطائفية و الصراع الديني و الإثني إلى البلاد العربية من “إسرائيل” و حلفائها و وكلائها الإقليميين و الدوليين.  إنطلت تلك الخدعة على “الدهماء” و باعت النخب الدينية و السياسية البلاد العربية.

في مذكراته يقول (دونالد رامسفيلد) وزير الدفاع الأمريكي الأسبق أن بلاده دفعت مئتي مليون لأحد الرموز في البلاد العربية مقابل بيع بلاده للإحتلال.  لولا مثل هؤلاء لَما ضاعت مقومات الأمة التي كانت.

إثْر هزيمة ٦٧ كانت الأمة أمة بالفعل.  رغم جراح الهزيمة، خرجت “قمة الخرطوم” باللاءات الثلاث، لا للإستسلام للعدو الصهيوني؛ لا للسلام مع العدو الصهيوني؛ لا للتسليم بالهزيمة.

اليوم، يتطلع المواطن العربي إلى لاءات جديدة يتمنى أن تخرج بها “قمة البحر الميت”، لا للطائفية؛ لا للصراع الديني؛ لا لبيع البلاد العربية.  لا أدري إِنْ كانت الحالة العربية الرسمية الراهنة قادرة على لاءات كهذه.

أستاذ جامعي و كاتب قطري

رأي اليوم اللندنية