عمران المدينة بالصلح  خراب خيبر/ عبد الله المبارك | 28 نوفمبر

عمران المدينة بالصلح  خراب خيبر/ عبد الله المبارك

جمعة, 04/07/2017 - 09:11

يستخدم ساسة  الفكر اليساري القوة الخشنة لتغيير أوضاع لا ترضي  أجندتهم،  ولأجل ذلك  يستعملون في الغالب   لغة خبث سياسي  في  صناعتهم  للمانيفيست، وشعاراتهم المطلبية   منذ سنة1917، ومع  إدراكهم  بأن القوة قيمة نسبية وليست مطلفة، يركب هؤلاء في كل فترة  زمنية  مطالب شرائح مهمشة ، أو طلاب غربة، أوتصويت غرفة برلمانية، أوحقوق فئة عمالية، أوحالة انهيار نظام في دولة مجاورة ، أو غلاء أسعار عالمية، أو تجارب انسداد سياسي.

ولو عددنا صور حراك هؤلاء في موريتانيا ، منذ مذبحة ازويرات  الي مذبحة لمغيطي، ومنذ معركة أم التونسي  إلي معركة التعديلات الدستورية  الحالية ، لوجدناهم يدسون أنوفهم في كل مسارات فرق تسد ، ومن يربح

خلافاتنا هم هؤلاء أولا  وأخيرا

تراهم يوزعون الماء  في سيارات عمومية علي  مواشيهم التي هي نتاج عهود من الفساد، ثم هم بدون حياء يرفعون قضية فقراء يحملون  بأيديهم  أوانيهم بحثا عن قطرة ماء؟

وتراهم ينسون معاناة أجيال  من سكان أحياء الصفيح بانواكشوط وانواذيب، ويتطاولون في بناء القصور التي لا يدفع  أصحابها الضرائب ولا خدمات الماء والكهرباء والهاتف، وهم جزر فرعونية بكل ما تحمل الكلمة من دلالة وعنجهية ؟

وتسمعهم  يتحدثون عن صفقة تراض، وهم رضوا بأن تكون الدولة (دولة بين أغنيائهم50 حولا) بأملاكها وأسلابها؟

ثم هم يحشون كل حرب بين الأشقاء ،  وكل خلاف بين  الأخلاء، لا يطئون موطئا  يغيظ  عدوا  للوطن، و لا يتركون واديا   إلا أصخبوه فحشا وجدل.

الصلح خير بين أبناء الأغلبية ومع كل اصطفاف  لكنه أكثر ما يغيظهم اليوم، ونجاح دبلوماسية وطن  وزعيم  تدخل  عليهم  أشد الغضب  وتخرس  ألسنة الشجب، والحوار المتمدن الهادئ بين أبناء البلد أمر يفزعهم ، و نجاحات  الأحمد العزيز التي جعلت  أكبر الدول وأعرق التجارب الديمقراطية، تتوجه إلي  بلادنا منوهة بحاكمتنا السياسية ، و استقرارنا  الأمني، ونماء بلدنا، تقض مضاجع  رفاق أصحاب  الأخدود.

 تتوافد تترا  إلي نواكشوط  دبلوماسية  الغرب والشرق،

ومعها   يصبح مطار أم التونسي الدولي  مهبط  المحبين للسلم وقيمه ، وللتصالح ومخرجاته ، وهذا  النهج هو ما

يوحي بأن موريتانيا  بألف خير.

 إن  المرحلة تتطلب بذل  كل الجهود  لإنجاح  استحقاقات اختيار برلمان موسع ، ومجالس جهوية  لتنمية الأقاليم في أعماق موريتانيا ، و إجراء إصلاحات دستورية،  في إطار من  المصارحة، والمناصحة ، والمصالحة، وبعيدا عن المكايدة، والمناطحة، والمرابحة.

الرابحون اليوم في كل أصقاع  المعمورة ، هم دعاة الصلح والنصح، و الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

المعركة  اليوم  كيف نعطي للوطن وللأمة ، قيادات تجمع أبناء الأغلبية بقوتها الناعمةSoft Power لا الخشنة  دون إكراه، وتضم بأخلاقها  الكريمة  والنبيلة  رفاق الدرب  دون رشوة أو انتقاص أو امتهان؟

 المعركة في نقاء السلوك، وليست في  طنطنة الأقوال ، في  معدنية  الجوهر وليست في بريق العروض، في  سلامة القلوب  وليست في شنشنة الصور.

( أما إني  لا أعرف دندنتك ولا دندنة معاذ، ولكني أسأل الله الجنة  وأستعيذ به من النار.

قال: حولها ندندن.)

الله أكبر، عمران المدينة بالصلح ، خراب  خيبر.

يقولون: لا صلح ،  لا تفاوض، لا اعتراف.

ويقول الأحمد العزيز: اليد التي تبني تصالح ، كل من يتحاور 

بإخلاص،ويعترف بتفان  بأهداف المصلحة العامة  للوطن الموريتاني