بنجه لوثة فنية وميوعة اجتماعية وانحطاط فني رهيب | 28 نوفمبر

بنجه لوثة فنية وميوعة اجتماعية وانحطاط فني رهيب

سبت, 04/15/2017 - 02:23

الفن هو روح الحضارة وعطرها وبعدها الرمزي والروحي والجمالي الأخاذ والفن هو الذي من خلاله يحكم على المستوى الحضاري للشعوب فقديما قيل ..اذا أردت ان تعرف مستوى حضارة أمة فانظر الى موسيقاها .وقال فيلسوف التاريخ عبد الرحمان ابن خلدون.ان اول ماينقطع من قواعد العمران صناعة الطرب .وقال الامام الغزالي .ملم يهزه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد الميزاج ليس له علاج . ونطلاقا من هذه المقولات لكبار العلماء والمفكرين ندرك الاهمية الكبرى لرسالة الفن الملتزم والمعبر عن هوية الامة وخصوصيتها الثقافية والحضارية بعيدا عن الميوعة والمسخ والتفلت لأن الفن هو البصمة الحضارية التي تصعها هذه الأمة اوتلك على اللوحة الفكرية والثقافية والجماليةللحضارة الانسانية باعتباره دفق مشاعري وفيص عبقري وإلهام رباني غارق في الروحانية والتأمل والاحساس والرقة والعذوبة والجمال والأنسنة يعبر به ومن خلاله الفنان عن روح الأمة ووجدانها وعبقريتها وذاكرتها الثقافية والتاريخية عبر قواعد وقوالب فنية وجمالية أصيلة ومتجددة ومشبع بروح التراث وهموم وأحاسيس المجتمع في ٱيحاءات فنية ناجمة عن التفاعل المشترك بين وجدان الفنان وإحساسه المرهف من جهة وحركة الطبيعة وما أودعه الله فيها من جمال أخاذ وصوربديعة ومظاهر موحية
على تفنن واصفه بحسنه
يفنى الزمان وفيه مالم يوصف من جهة ثانية
نعم هذا الجمال الدال على عظمة الخالق والمتسم بالحركة والصيرورة نحو الفناء كمصير محتوم لكل مخوق هو مانسميه الفن يعبر عنه الرسام بريشته والشاعر بشعره والموسيقي بموسيقاه العذبة والتي تلامس الروح والوجدان وتسموعلى التقيد بالزمان والمكان منحوتةمن واقع الأمةوروحها ونظرتها للحياة وحكمها على الأشياء وتعبيرها عن الافراح والاتراح والآمال والآمال والتأمل والخشوع والتفكير في المصير الحتمي للحياة وانطلاقامن هذه الخصوصيةللموسيقى ظلت الموسيقى على مرالزمان تشكل عنصرا من اهم عناصر الهوية والذات الحضارية للشعوب مؤكدة بذالك أن الشعوب لاتنسجم الا مع تراثها وفنونها ومن هنا كان الحرص على نقاء الموسيقى الملتزمة مسؤولية الجميع افراد ونخب ومؤسسات وخصوصا وزارة الثقافة وأجهزتها المختصة وفي مقدمتهم رابطة الفنانين الموسيقيين الموريتانيين التي يجب ان تضع في مقدمة اهتماماتها حماية السلم الموسيقي الاصيل من التشويه والتمييع والتلويث والسقوط والمسخ والانحراف تحت اي مسمى فالمويسقى ليست مجرد ترف ثقافي وجمالى يقدمه الفنان لعلية القوم مقابل مكاسب مادية وٱنماهي ثقافة ورسالة وهوية وذاكرة تاريخية وهي من أكبر عوامل التأثير في صناعة الاجيال وصياغة العقول والامزجة والاذواق بسموها ورقيها والتزامها يسمو الفرد والمجتمع ويتم التوجيه نحو القيم الفاضلة والاهداف الكبرى للامة وبسقوطها وفرغها وضحالتها وميوعتها وفجورها يسقط المجتمع وأجياله الصاعدة في براثن ذالك المناخ الثقافي الفاسد ويتحول من مجتمع انسانى راقي الى مجتمع ميكانيكي آلي خال من القيم النبيلة والروحانية والانسنة وقابل للانفجار والتمزق والتطرف بسبب السيكولوجية المادية الناجمة عن تأثير الموسيقى التافهة والرديئة وعلى العموم فإن في موسيقانا الأصيلة مايغنينا عن هذه الموجة من السقوط الفني الرهيب الذي لوث الاخلاق وأفسد الأذواق وقطع الارزاق ولم يحمل رسالة اويضيف متعه اويعبرعن قيمة فنية وجمالية معتبرة بل افسد الساحة الفنية وخلق جيلا يجهل تراثه ولغته ويلهث وراء الصخب والعنف الموسيقي والراخ الفارغ المعروف محليا بي بنجه
نعم للتنوع الثقافي ولكل تعبير فني اصيل مادام في حدوده المعهودة وسياقه المعروف لكن التيدنيت واردين والرباب والناي الخ تبقي هي جوهر المكون الفني لدينا وقد عبرت التدنيت كمكون فني يجمع بين العود العربي الاندلسي والتيدنيت الزنجية أصدق تعبير عن خصوصية هذا المجتمع كمجتمع عربي إفريقي مسلم يعمر هذا المعبر من معابر الحضارة العربية الاسلامية على افريقيا فهي عبارة عن ثلاث جوانب أكنيدية كحله بيظه من جهة وعن أشوار كحل وبيظ وهذا المجتمع الموريتاني
اما بنجه فهي مجردلوثة فنية وصخب عالى وكلام فارغ وهي اضافة الى اضرارها الفنية فان فيها اضرار اقتصادية واضحة حيث تقضي على مصدر دخل ءالاف الاسر الفنية التي يمنعها العرف الاجتماعي من ممارسة اي نشاط غير الفن واذا حلت بنجه محلها وأصبحت هي الموضة الحاضرة في كل المناسبات فإن هذه الاسر ستها جر ويهاجر معها تاريخ المجتمع وثقافته وهويته وأمجاده وبيظانيته

سيدي الخير الناتي