قمع "الزنوج"..وتحليلات "الدونكيشوتيين" الجدد..!!  | 28 نوفمبر

قمع "الزنوج"..وتحليلات "الدونكيشوتيين" الجدد..!! 

اثنين, 04/17/2017 - 20:18
التاه احمنيه

دونكيشوت أو "دون كيخوتي" رواية للكاتب الاسباني"سرفانتس" تتحدث عن رجل في القرن ال 16 انشغل عن الاكل بالإدمان على مطالعة كتب وقصص الفروسية حتى أصابه الهزال.. اتخذ "دون كيشوت" حصانا وسيفا وأراد تقليد ماقرأه عازما على تخليص العالم من الشرور، ليعلن الحرب على طواحين الهواء.. 
 صار البعض يتخذ "دونكيشوت" كقناع للفضيلة وقيم المثالية البعيدة عن الواقع..لكن البعض الآخر اتخذه كرمز لمن يحاول بعث واقع غير موجود، وافتعال معارك وصراعات وهمية ليعلن عن وقوفه مع الحق في وجه شرور وأخطار مزعومة.. 
 استحضرت الرواية وأنا أتابع بعض المدونين يتحدثون عن قمع مسيرات الاخوة الزنوج واعتقالهم باعتبار ذلك عملا عنصريا مقيتا موجها لشريحة بعينها وتحاملا موجها من الدولة، في قصة تذكرنا بقصة "كأس ج"، وكأنهم لم يتابعوا قبل أيام فقط كيف بالغت الشرطة وابدعت في التنكيل بطلبة لم يتحدث أحد عن شريحتهم وكم من المرات تم قمع جميع الموريتانيين بشتى أطيافهم.. 
 هناك دائما من يحاول أن يفتعل أزمات"عنصرية" في كل تصرف أرعن يصدر عن دولة ونظام يتقن توزيع الظلم والفشل و عجز الخدمات على الجميع، وهو عمل غير نبيل ويبعث الرجعية في" قالب تقدمي" زائف.. 
ماتعرض له الأشقاء مؤخرا من قمع مسيرتهم - التي لايعلم طبيعتها الا الله- هو عمل مرفوض ومدان ومستنكر، كما ان وجود ظلم وتمييز وتهميش في بعض الفئات بسبب ماض اجتماعي متخلف هو أمر لايستطيع إنكاره أحد، لكن تسييس التضامن باللعب على اوتار خائبة أمر لن يفيد.. 
 في نهاية الرواية تراجع "دونكيشوت" عن حروبه الخاسرة على طواحين الهواء وافاق من غفلته ليكتشف أن المعارك غير موجودة وأن الواقع الذي يعيشه يختلف عن واقع القصص..أتمنى أن يحدث شيء من ذلك هنا..

---------------

من صفحة الأستاذ التاه احمنيه على الفيس بوك