دروس الثلاثاء | 28 نوفمبر

دروس الثلاثاء

أربعاء, 03/05/2017 - 01:04
عبد الله سيديا

على السلطة السياسية الحاكمة استخلاص الدروس والعبر من الفلتان الأمني غير المسبوق في العاصمة بسبب الاضطرابات الناجمة عن قانون السير الجديد.
 أول هذه الدروس هو أن مناطق جنوب وشرق العاصمة باتت بالفعل "كانتونات" يجتمع فيها الساخطون على السلطة والنظام وحتى المجتمع ، وأن سنوات من العزلة والتهميش والإقصاء نجحت في فصل هذه المناطق اقتصاديا واجتماعيا عن الأحياء "الراقية في العاصمة" التي باتت تتمنطق بحزام فقر يعد وقودا لكل الاضطرابات .
الدرس الثاني الذي يجب أن تستوعبه هذه السلطة أن الضغط لايولد إلا الانفجار وأن السياسات الجبائية المتلاحقة أثقلت كاهل المعدمين وأوصلتهم لحالة اليأس القاتل وهي الحالة التي تجعلهم مستعدين لإحراق كل شيء لأن حياتهم سوداوية ومأساوية وتساوي الموت في نظرهم.
 الدرس الثالث أن الطبقة السياسية المخملية والأحزاب والبرلمان والمجتمع المدني كلها كيانات جوفاءلاتملك زمام الشارع الذي يغلي اليوم ولاتستطيع خطابات السياسيين تهدئته.
 الدرس الرابع أن استمرار الضغط الاقتصادي والمجتمعي على الطبقة الوسطى أدى إلى تآكلها لصالح الطبقة الدنيا لينقرض صمام الأمام الذي كان يمكن أن يحول دون اشتعال الأوضاع حيث تمثل الطبقة الوسطى هذا الصمام الذي يحول في كثير من البلدان دون فشل الدولة.
 الدرس الخامس أن الخطاب الدغمائي المتعالي والمتعجرف للمسؤولين الحكوميين والاحتقار اليومي للبسطاء وامتهان كرامتهم على يد أجهزة الدولة والأمن خاصة "جهاز أمن الطرق" يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة وينذر بجر البلاد إلى الكارثة.
 الدرس السادس يجب أن تعيه المعارضة والموالاة على حد سواء وهو أن البلد على شفير الهاوية وأن التطاحن العرقي والطبقي قادم لامحالة إذا لم يتداعى الطرفان إلى كلمة سواء وأن التنافس على السلطة قد يقوض مقومات الدولة التي يسعى الطرفان لحكمها.
 الدرس السابع يجب أن يستوعبه هذا الرئيس وحكومته وخلاصته ضرورة الإسراع في تطبيق سياسات اجتماعية لصالح الطبقات المعدمة كخفض أسعار المحروقات والسلع الاستهلاكية وتشجيع السكن الاجتماعي والأهم إنجاز مشاريع تنموية واقتصادية في أحزمة الفقر في العاصمة.

-----------------

من صفحة الأستاذ عبد الله سيديا على الفيس بوك