حين يكتب الرجل عن خاله../عبدالله المقري | 28 نوفمبر

حين يكتب الرجل عن خاله../عبدالله المقري

ثلاثاء, 05/23/2017 - 17:18

 حين يكتب الرجل عن خاله -والخال كالأب- ليؤبنه فإن الحروف لا محالة تكتب بنهر من الدموع؛ وكيف لا وهو يكتب عن بحر من العلم والتقوى والأخلاق والتواضع متلاطم الامواج.

خالي نزيل الحرمين الشريفين محمد ولد سيدي ولد الحبيب ثلمة في الدين لا تعوض، ورزء مهول في العائلة لا يقابل إلا بالصبر رجاء الأجر.

لم يكن خالي الوالد أحد أعمدة الأمة الإسلامية في الحجاز فحسب، بل أحد مراجع العالم الإسلامي في شتى علوم العقل والنقل، والفرع والدليل.

الشيخ محمد بقية من السلف الصالح وجوهرة في عقد الجوهر الثمين من علماء أهل السنة الشناقطة؛ فهو وارث علم الشيخ آب رحمهما الله، حيث كانت تربطهما علاقات خاصة، وكان لا يفارقه إلا قليلا.

بخلطه بين العلوم التقليدية والدراسة النظامية أصبح شيخا في علم المعقول والمنقول، مع تواضع جم وقرب من النفس؛ يجعلك تخاله غير ماهو عليه بسبب خلقه الدمث وعطفه وحنانه المتدفق.

برحيل الشيخ تيتمت أيامى مدينة رسول الله وترملت عجائزها؛ اللائي كن يتقاسمن راتب العلامة الوقور في صورة من صور الإنفاق النادر.

ذاك الإنفاق الذي تعدى الحرمين إلى وطنه الأصل ورحمه المقرب، حيث حقق على نفقته حلم المتعلقات قلوبهن ببيت الله الحرام وروضة خير البشر؛ ومن هن أمي الحبيبة حفظها الله.

رحم الله شيخنا محمد وتعازينا لأهلنا ولتلامذته وكتبه، وفتاواه وجهاده، ودعوته الصادعة بالحق، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله.

عبدالله المقري