لكم القمامة ولهم المال! (الجزء الأول) | 28 نوفمبر

لكم القمامة ولهم المال! (الجزء الأول)

اثنين, 06/19/2017 - 16:28

 لا جديد تحت سماء نواكشوط، لا جديد إطلاقا، إننا أمام نفس المشهد الذي تعودنا عليه منذ عهد ولد الطايع وحتى يوم الناس هذا. إنه نفس المشهد الذي يتكرر دائما: القمامة تحتل نواكشوط من جديد، والسلطات تطلق حملة تنظيف جديدة، والنتيجة معروفة سلفا، فتكرار نفس الأساليب سيؤدي دائما إلى نفس النتائج.

إنها نفس الحلقة المفرغة: قمامة تزحف؛ حملة تنظيف تطلق؛ حضور رسمي بارز، تغطية واسعة للإعلام الرسمي، فتور وتوقف للحملة؛ قمامة تزحف من جديد فحملة تنظيف جديدة، وهكذا..
 وإذا ما اكتفينا بحملات التنظيف في العهد الحالي، فسيقول لنا موقع الوكالة الموريتانية للأنباء، بلسان إخباري غير مبين، بأن النظام الحالي قد تعود منذ وصوله إلى السلطة على أن يطلق في كل عام حملة جديدة لتنظيف العاصمة نواكشوط، وبأن الاستثناء الوحيد كان في عامي 2013 و2015. يقول موقع الوكالة الموريتانية للأنباء بأنه:
ـ في يوم السبت الموافق 17 ـ 10 ـ 2009 أشرف الوزير الأول على انطلاق حملة واسعة لتنظيف العاصمة، وتم التعهد خلال هذه الحملة بأن العاصمة نواكشوط ستتحول ـ بجهود هذه الحملة ـ إلى مدينة نظيفة وعصرية.
ـ في يوم الأربعاء الموافق 10 ـ 11 ـ 2010 انطلقت حملة جديدة لتنظيف العاصمة ونواكشوط، وقد شاركت في هذه الحملة وحدات من الشرطة والحرس.
ـ في يوم الخميس الموافق 17 نوفمبر 2011 تم إطلاق حملة استثنائية لتنظيف العاصمة نواكشوط.
ـ في يوم الأربعاء الموافق 29 ـ 08 ـ 2012 أعطى الرئيس من مقاطعة تفرغ زينة إشارة انطلاق حملة جديدة لتنظيف العاصمة من البرك والمستنقعات والأوساخ. 
ـ في يوم السبت الموافق 25 ـ 10 ـ 2014 أشرف الرئيس من مقاطعة الميناء على انطلاق الحملة الكبرى لتنظيف العاصمة نواكشوط.
ـ في يوم الجمعة الموافق 08 ـ 07 ـ 2016 أشرف الوزير الأول  من نواكشوط الجنوبية على انطلاق حملة لتنظيف المدينة، وهذه الحملة تتولاها شركة خصوصية تعرف باسم "مالكود". كانت حملة هذه الشركة الخصوصية هي الحملة الوحيدة التي أشرف الوزير الأول على انطلاقها وتمت تغطيتها من طرف الوكالة، ويُقال بأن هناك علاقة قوية بين الوزارة الأولى وهذه الشركة.
ـ في يوم الأحد الموافق 18 ـ 08 ـ 2017 ذكرت الوكالة الموريتانية للأنباء بأن الرئيس قد نظم عدة زيارات لتفقد أشغال التنظيف في الحملة التي انطلقت منذ يوم أمس.
 لا جديد تحت سماء نواكشوط، ومن الراجح بأن حملة التنظيف السابعة لمدينة نواكشوط لن تختلف عن الحملات الست التي سبقتها، فتكرار نفس الأساليب سيؤدي دائما إلى الحصول على نفس النتائج.
 إن تنظيف العاصمة نواكشوط سيبقى مسألة في غاية التعقيد إن كررنا نفس الأساليب القديمة، وربما يتحول إلى مسألة في غاية البساطة إن حاولنا أن نبتدع أساليب جديدة تتناسب مع العقلية الموريتانية التي تمتاز بسلوك غريب يصعب تفسيره.

بقلم الأستاذ محمد الأمين الفاظل