عن "الازمة" الخليجية | 28 نوفمبر

عن "الازمة" الخليجية

أربعاء, 07/05/2017 - 17:46

الأزمة الخليجية كانت حول منع استقلال قطر من السعودية ومنع التعدّدية الامبراطورية في المنطقة. فشل هذا فشلاً ذريعاً. فقد أدّى عنف السعودية وحلفائها إلى تسريع وتأكيد الاستقلال القطري؛ وفشلت السعودية في إعادة قطر للحظيرة كما فعلت في 2014. وبذكاء بحث فاعل السياسة القطري عن تحالفات مع إيران وتركيا استطاع بها حماية ظهره وإدخال تعدّدية امبريالية في المنطقة. والأهَمّْ أن فاعل السياسة القطري لم ينهزِم على جبهة الولايات المتحدة ونجح في اقتسام ترَمپْ مع السعودية (بل وأثبت أن كلّ ما اعتبِر منه ممانعة كان بطلب أميركي). ونجح في منع شراء السعودية لترَمپْ، الذي أطلق يد السعودية مؤقّتاً على قطر (طبعاً يُقال أحياناً للاستهلاك المحلِّي وباللغة العربية إن قطر ضدّ ترَمپْ. وهنالك أطفال في الفضاء الاجتماعي يُصدِّقون هذا).

أدّت أيضاً الحملة السعودية إلى تسريع الانسحاب القطري من اليمن، حتّى خطابياً (بعد أن كانت قطر عموداً في غزوة اليمن، وخصوصاً خطابياً، وكان استراتيجيوها يطالب حتّى بمشاركة الصومال وموريتانيا في هذه الحرب) وإلى انسحابها (؟) من الحرب الطائفية الكونية. لا نعرف بعد بمنعكسات هذا على سوريا وليبيا، وهي دول دعمت فيها قطر العنف السياسي. وربّما ترضى قطر بدورِها كقوّة ناعمة، لا كقوّة داعمة للعنف السياسي، مثلها مثل السعودية وحلفائها.

نجحت قطر أيضاً في تقديم نفسها في صورة المستضعف والمُحاصر، مع أنها، بصفتها من أغنى الدول في العالم، لو كانت تقتات على لحوم البشر لما وجدت في ذلك نقصاً. الحصار والتجويع الحقيقي حدث في اليمن وبمؤامرة من السعودية وقطر وبصمت من الجميع.

طبعاً هنالك نجاحات للخندق السعودي: إعادة الإعلام القطري إلى دور إعلام وطني بشكل أوضح، مثله مثل الإعلام السعودي. لي يد حماس واستدخالها في صفقة مصرية. إعادة قطر أكثر فأكثر إلى الحضن الغربي. إلاّ أن هذا دون ما رجته السعودية من مطالب راديكالية.

طبعاً ما زال الوقت مبكِّراً لاستخلاص النتائج. وما سيحدثثُ سيحدُث في شكل مسار وعملية، وليس في شكل حدث. وما زالت لدى الطرفيْن كثير من الحيل تحت أكمامِهما، كما يُقال.

----------------------

من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك