الأعلام والمجالس الجهوية..مقدمة التقسيم.. | 28 نوفمبر

الأعلام والمجالس الجهوية..مقدمة التقسيم..

اثنين, 31/07/2017 - 11:52

اللامركزية فكرة جيدة ومطلوبة، بل وتساعد على التنمية خصوصا في مجتمعات بلغت مرحلة متقدمة من النضج وصارت الروابط فيها مدنية بحتة (حزبية او نقابية أو مجتمعية) وتخلصت من الروابط التقليدية أو ضعفت فيها على الاقل. في مجتمع لازال فيه الخطاب الجهوي والقبلي والشرائحي طاغيا وازداد تغولا في عهد النظام الحالي، يجب التوجس من أي فكرة تتعلق بالموضوع خاصة حين تكون مرتجلة وهدفها غير نبيل..في مجتمع كمجتمعنا وفي وضعيته الحالية يسعى الآن ولد عبد العزيز جاهدا إلى رمي البذرة الأولى لتفتيت هذا النسيج المجتمعي وهذا الكيان الجغرافي الذي ظل متماسما رغم كل الهزات والتحديات التي مر بها وذلك من خلال إنشاء مجالسه الجهوية هذه.. 
سينتهز الشماليون فرصة مجلسهم المحلي لإحياء خصوصيات وهمية متعلقة بالجغرافيا وارتباطاتها لتتم تغذيتها بشكل متصاعد قد يؤدي إلى مآلات لاتحمد عقباها وقد تتدخل فيها دول الجواروتتشابك فيها صراعات الإقليم..وسينهض الجنوبيون لتحقيق حلمهم القديم الذي سعت له جاهدة بعض الحركات الانفصالية المتطرفة بإنشاء دويلات على غرار جنوب السودان مدعومة أيضا من بعض دول الجوار، ونفس الشيء بالنسبة لمنطقة الشرق.. والذي سينجو من النزعات الانفصالية الصريحة الممتدة جذورها خارجيا في أحسن الأحوال سيعيد أجواء النفوذ في الداخل إلى حقبة الإمارات وحكم القبائل والسلالات وغيرها من صيغ ماقبل الدولة الحديثة.. 
وماسيزيد الامر خطورة هو محاولة تغيير "العلم" بشكل متزامن مع هذه الخطوات، ومن يدري فهذا العَلم المقترح الآن بصورة غير توافقية قد يتحول إلى "علم" لإحدى الكانتونات التي قد تنبثق مستقبلا عن هذه الإجراءات، بينما قد يتم استحداث أعلام أخرى لبقية الجهات والتقسيمات مع إمكانية احتفاظ بعض المناطق أو الكيانات بهذا العلم الأصلي.. 
إنه سيناريو خطير يدفع له نظام ولد عبد العزيز بفتحه المجال أمام صراع الأعلام والتقسيم المحلي بشكل متزامن وعشوائي وارتجالي وعبثي،ليعد طبخة الفتنة بتصرفاته الرعناء تحت نار لاتعرف الهدوء ...

#ماني_زارك

-----------------------------

من صفحة الأستاذ أحمد احمد احمنيه على الفيس بوك