لواندا.. عاصمة لم تكتمل ناطحات سحابها في انتظار رئيس جديد | 28 نوفمبر

لواندا.. عاصمة لم تكتمل ناطحات سحابها في انتظار رئيس جديد

خميس, 24/08/2017 - 09:37

تشير ناطحات السحاب غير مكتملة الإنشاء في العاصمة لواندا إلى تردي الأحوال الاقتصادية التي تواجهها أنغولا ثاني أكبر دولة منتجة  للنفط في أفريقيا، فيما تستعد البلاد لأول تغيير لقيادتها على مدى أربعة عقود. وتعقد أنغولا انتخابات يوم الأربعاء وسط استعداد الرئيس خوسيه إدواردو دوس سانتوس البالغ من العمر 74 عاماً  للاستقالة بعد 38 عاماً من الحكم.

وسيواجه خلفه الذي يكاد يكون من المؤكد أنه من نفس حزبه، تحدياً يتمثل في عكس أسوأ تراجع اقتصادي منذ خروج  البلاد من الحرب الأهلية في عام 2002.

ووفقاً لما ذكره مانويل ألفيس دا روتشا كبير الاقتصاديين فى الجامعة الكاثوليكية الأنغولية في لواندا، فإنه في حين أن رحيل دوس سانتوس يمثل حقبة جديدة في السياسة الأنغولية إلا أن التغيير في القيادة لن يخفف بالضرورة من الأزمة الاقتصادية.

الأزمة الاقتصادية وصورة البلاد

وقال ألفيس دا روشا خلال مقابلة له:  “في حين أن تغيير الرئيس بدا غير وارد منذ سنوات قليلة، إلا أن الجزء الصعب بعد التصويت هو إصلاح اقتصاد ما زال معتمداً على النفط”.

وينسب الفضل لدوس سانتوس في تحويل أنغولا إلى منتج رئيسي للنفط، والإشراف على مشاريع بنية تحتية هامة.

وفي الوقت نفسه، جمع بعض أفراد أسرته ثروة ضخمة بينما لا يزال ثلث السكان يعيشون بأجور لا تتجاوز الدولارين في اليوم وفقاً للبنك الدولي.

وتعد ابنته الكبرى إيزابيلا أثرى امرأة في أفريقيا، ووفقاً لمؤشر وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية لأصحاب المليارات، تملك ثروة تقدّر بـ2.3 مليار دولار.

واختارت الحركة الشعبية لتحرير أنغولا التي حكمت الدولة الواقعة فى الجنوب الأفريقي منذ استقلالها عن البرتغال في عام 1975، وزير الدفاع جواو لورينكو ليكون مرشحاً للرئاسة.

وهي تواجه معارضة ضعيفة التمويل ومقسمة تشمل الجماعة المتمردة السابقة المعروفة بالاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا يونيتا.

ومن جانبه أشار أليكس فيليس رئيس البرنامج الافريقي في مركز الدراسات السياسية  شاثام هاوس الذي يتخذ من لندن مقراً له أن ” الحركة الشعبية لتحرير أنغولا ستربح في الانتخابات، لكن السؤال سيكون ما هو حجم أغلبية انصارهم؟”.

ووفقا لإسياس ساماكوفا البالغ من العمر 71 عاما وهو رئيس اتحاد يونيتا الذي تخلى عن الكفاح المسلح في عام 2002، من المحتمل أن يستمر دوس سانتوس، الذي سيبقى رئيساً للجبهة حتى عام 2018 على الأقل، في ممارسة النفوذ حتى بعد أن يتنحى عن منصبه.

وهدد اتحاد يونيتا بعقد احتجاجات في الشوارع إذا رأوا أن الانتخابات غير عادلة لكنهم رفضوا العودة للصراع المسلح.

العمال الصينيون والتدهور الواضح

وخلال فترات الازدهار، توافد العمال الصينيون والبرتغاليون إلى البلاد لكسب المال في البناء، حيث بدأت الحكومة موجة من المشاريع التي امتدت من الطرق السريعة إلى المدن الصناعية، ولكن بعد الارتفاع على مدى 14 عاماً متتالية، لم يسجل الاقتصاد نمواً يذكر في عام 2016، مما دفع عشرات الآلاف من الصينيين إلى مغادرة البلاد وفقاً لما ذكرته الرابطة الصناعية الصينية الأنغولية.

كما ترك العمال البرتغاليون البلاد بالآلاف وفقاً لاتحاد قطاع البناء في البرتغال، أما الذين بقوا فيكافحون أمام معدل تضخم يبلغ 30% ونقص في الدولارات اللازمة لاستيراد المنتجات.

وخلال حملته الانتخابية تعهد لورينكو البالغ من العمر 63 عاماً بمكافحة الفساد وتنويع الاقتصاد واجتذاب الاستثمارات الأجنبية، كما دعا الانغوليين في الخارج إلى استثمار أموالهم في بلادهم.

 

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية، ترأس دوس سانتوس في وقت سابق من هذا الشهر مراسم افتتاح سد جديد فى مقاطعة كوانزا نورتي شرق لواندا.

وقال سيباستياو توكو وهو مهندس مدني يعيش في لواندا: “قبل بضع سنوات، كان الرئيس يظهر عند اكتمال مشاريع كبيرة مثل الجسور وخطوط السكك الحديدية، أما الآن فهو يقطع الشريط لمشروع جديد ويأمل أن تتمكن أنغولا من دفع ثمنه يوماً ما”.

إرم