محامي شهير: " المجتمع الموريتاني يرفض الإساءة إلى الفنانة المعلومة بنت الميداح" | 28 نوفمبر

محامي شهير: " المجتمع الموريتاني يرفض الإساءة إلى الفنانة المعلومة بنت الميداح"

خميس, 09/07/2017 - 08:43

أثارت إحالة الفنانة المعلومة بنت الميداح إلى التحقيق جدلاً كبيراً في موريتانيا، فهي ليست مجرد اسم بارز في عالم الغناء بل سياسية معروفة كانت من أعضاء مجلس الشيوخ المنحل.

وعلمت بي بي سي عربي من محامي الدفاع أن الفنانة معلومة – كما تعرف محلياً – متهمة بقبول رشوة وهي ممنوعة حالياً من السفر خارج العاصمة نواكشوط بسبب اجراءات التحقيق.

وقال المحامي محمد المامي ولد مولاي علي لبي بي سي إن تهمة الرشوة التي تقدمت بها النيابة العامة “لا أساس لها”.
وكانت الفنانة عضواً في مجلس الشيوخ الذي تم حله في شهر آب/أغسطس الفائت إثر استفتاء شعبي قاطعته المعارضة، وانتهى بتصويت غالبية الموريتانيين لصالح تعديلات دستورية اقترحها الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
“تضامن ذكوري” مع “الأيقونة”.

وحظيت قضية معلومة – وهي السيدة الوحيدة ضمن مجموعة تضم 23 رجلاً ضمنهم أعضاء مجلس شيوخ يواجهون تهماً من النيابة العامة – باهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كتبت إحدى مستخدمات موقع فيسبوك تضامنا مع مع وصفتها بـ”الأيقونة التي دخلت التاريخ”.

في حين كتب آخر: “من المعلوم بأن بنت الميداح عارضت فترة حكم (الرئيس الموريتاني السابق) ولد الطايع عشرين عاماً ولم تتعرض خلالها للسجن قط بسبب خطها التحريري، وليس من المنطقي أن تسجن خلال حكم يعد هو الأكثر صوناً للحريات على المستوى العربي ناهيك عمن حكموا البلد منذ الاستقلال وحتى ما قبل النظام الحالي.”
وفي هذه الأثناء، انتقد أحد المعلقين على فيسبوك تضامن البعض مع معلومة “من منطلقات ذكورية وطبقية عنصرية”، موضحاً أنه يجب المطالبة بإطلاق سراح المظلوم بغض النظر عن جنسه، وحبس الظالم بغض النظر أيضا عن جنسه.
“هدية”
وكانت المعلومة بنت الميداح قد أحيلت إلى قسم التحقيق المكلف بالجرائم الاقتصادية وطالبت النيابة العامة إيداعها السجن، لكن القاضي امتنع عن سجنها و أصدر قراراً يمنعها من السفر أثناء التحقيق معها في التهم الموجهة إليها.

تنتمي المعلومة بنت الميداح – وهي من مواليد 1960 – لعائلة فنية عريقة في موريتانيا.
عُرف عنها تجديدها في الموسيقى فهي تغني مقامات موريتانية قريبة من موسيقى الجاز والبلوز، وتتناول أغانيها قضايا اجتماعية وتحديداً قضايا تتعلق بالمرأة.
كما اشتهرت المعلومة بالتمرد على الحكومات والأنماط الاجتماعية القديمة.
أثار دخول الفنانة الموريتانية البرلمان بعد انتخابات مجلس الشيوخ عام 2007 موجة من الرفض من بعض السياسيين ورجال القبائل.
قالت بنت الميداح، في حديث سابق لـ بي بي سي عربي إن “هؤلاء يرون أن الفنان لا ينبغي أن يتجاوز الحدود المرسومة له اجتماعيا، ولا ينبغي أن يخترق المواقع التي يحسبون أنها خاصة بهم”.

ووصفت دخولها البرلمان بأنه “نوع من الاقتحام بالنسبة إليهم”.
وقال المحامي إن مشكلة موكلته تتعلق باستدعائها وإدلائها بتصريح دون أن تعرف ما إذا كانت مستدعية كشاهدة أو كمشتبه بها.
لكن المحامي أضاف أن بنت الميداح كانت قد تلقت مبلغاً وصفه بـ”غير الكبير” من زملائها في مجلس الشيوخ “الذين اتفقوا على أن يتعاونوا في ما بينهم لجمع مبلغ لإقامة حفل غنائي لها”.
وتداولت وسائل إعلام محلية مؤخراً خبراً مفاده أن رجل أعمال موريتاني أهدى بنت الميداح بيتاً في عيد الأضحى الفائت كرد فعل على طلب النيابة العامة بإحالتها السجن.
وأكد المحامي ولد مولاي علي هذا الخبر، موضحاً أنه ضمن تقاليد وأعراف المجتمع الموريتاني يتمتع الفنانون بمكانة خاصة، وبالتالي “لا يتقبل المجتمع الإساءة إلى فنانة عظيمة بمثل قدرها ومكانتها لذلك رأى رجل الأعمال (…) أن يعوضها عن هذه الإساءة التي وجهت إليها يوم عيد الأضحى المبارك بإهدائها منزلاً”.
وأوضح أن هناك الآن نوعين من التعاطف مع بنت الميداح “تعاطف المعارضين الذين يتبنون آراءها السياسية بالتالي يقفون معها باعتبار أن اتهامها أساسه سياسي، في حين أن طوائف عريضة تقف معها كفنانة عريقة”.
وجرت العادة في موريتانيا أن يتخلى المطربون الموريتانيون عن الفن كلما وصلوا مواقع عليا، غير أن المعلومة دمجت بين عملها في الفن والسياسة.