ككل خطوة مثيرة للجدل تقدم عليها الحكومة ينقسم المدونون إلى قسمين، أحدهما يلعن ويذم ويقدح في أم تلك الخطوة ويراها أسوء ما قد يتصورة ذو عقل راجح أو ذو رأي سليم، وثانيهما يعتبر الخطوة مجرد لبنة في بناء موريتانيا الجديدة المتصالحة مع ذاتها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، فلا النظام يكترث للمشوشين والناقدين والمعارضين؛ الجالسين خلف أزرار الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، ولا أنصاره يكفون عن كيل المديح والثناء لتلك الخطوة وكأنها ما كان ينقص الموريتانيين عن استكمال سيادتهم وتطور اقتصادهم ونماء مواردهم.
وأنت سيدي المدون الصامت الخاسر الأكبر في تلك المناوشات والمهاترات والحرب الساخنة والتراشق بالعبارات بين الفريقين، ليس لك الحق في إبداء رأي خارج الرأيين السابقين، لا توجد منطقة وسطى ما بين جنة الموالاة وجحيم المعارضة، سجل رأيك بوضوح ، وعبر عن اصطفافك، باختيار الجهة المناسبة لك، وتأكد أن النظام مستمر في أجندته ولن يعير رأيك أي اهتمام، كما أن المعارضة مليئة بمن هم أشد منك تطرفا في القول، وأكثر قدرة على اختيار الأسلوب الأنسب والعبارة المؤثرة، والفكرة الجهنمية، وليسوا بحاجة إلى دعم أمثالك من المترددين أصحاب الرأي البرزخي.
-------------------
من صفحة الأستاذ أوفى عبد الله أوفى على الفيس بوك
