ماذا نفعتنا قنبلة "الباكستان" (الإسلامية) رغم أنها صنعت بمال العرب... هل جعلت "إسرائيل" يرفّ لها جفن ذات لحطة.. ماذا نفعنا الجيش التركي (الإسلامي) الأقوى من بين جيوش الشرق الأوسط..
إبان الحرب على غزة خرج أردوغان يزبد ويخطب بينما كانت نساء غزة وأطفالها يذبحون بالآلة الصهيونية على مرأى منه.. فلم يزد "إسلامه" على استثمارات ابنه في "إسرائيل"..
نعم الأقطار العربية هشة ومشتتة، في هذه الفترة، لكنها كانت أكثر ضعفا وتشتتا قبل عام 1952 حين أطل عبد الناصر... وكان كبار "المفكرين والدعاة" و"الوعاظ" الآن لا يعلمون (وقتها) ماذا تعني كلمة "فلسطين".. حين خاض عبد الناصر الحروب من أجلها..
وما كان أي بطل خارق لينجح أكثر مما حقق رغم ما قدم من شهداء وأموال، بسبب قوة "طابور الوعاظ"..
حكم القوميون دول محدودة، لكن كل شيء الآن في الوطن العربي من مدرسة وجامعة وبناية وفكر وثقافة وفن وسكك حديد ومصانع و"مواقف مشرفة" هو بفضل "القوميين"..
فما هي البناية الوحيدة التي أضافها "الوعاظ"..
وكل شيء الآن يذبح الوطن العربي من الوريد إلى الوريد هو من صنع "الوعاظ"، الذين جعلوا أمريكا تتمكن بسهولة من صنع "القاعدة" و"داعش" و"أخواتهما"..
لم يسقط "نظام قومي" واحد إلا بتجمع ثلاثة: "حرب خارجية" و"حرب أهلية" و"عمالة الوعاظ"..
نتذكر جميعا، كيف ركب "الوعاظ" دبابات أمريكا وهي تجرف قبور القوميين في العراق، ونتذكر أقرب كيف فعلت في ليبيا.. ومن جاء بها إلى ليبيا، أو من جاءت على ظهره إلى ليبيا.
صار "وعاظ الناتو" يقدمون دروسا في الوطنية والثورة والحرية والديمقراطية.. بعد أن أمرتهم "الآمرة" بإدارة الظهر لـ"الثورة الخمينية الصفوية".. لا لأنها تخلت عن تلك "الثورة"، وهي اليوم تمنحها "النووي"، وإنما لأنها ستسغل آلات الهدم في مكان آخر.
غريب أمر هؤلاء "الوعاظ" معنا.. إن فيهم حسياسية خاصة من عبد الناصر... حتى وهو في قبره..
"رموز" منهم لم تجد في هذه الذكرى غير خطأ مقتل عالم.. رغم أنهم يبررون مقتل الحسين.. !
لا أجرم تيارا، وليس لي الحق في ذلك، إنما أعنى "وعاظ السي آي ايه".. سواء كانوا في "القاعدة" أو "داعش" أو من يقف وراءهما "فكريا".. من دعاة "مجاهدي النكاح".
لو لم تأيدوا "الإسلام الصفوي" ما كان لفارس أن تحتل العواصم العربية.. عبر عصابات "الحوثي" و"المالكي" و"رغالات الجحيم"..
لو لم تقاتلوا بين صفوف "الحرس الثوري" والمارينز في العراق ثم ليبيا.. كنا لننخدع بدموعكم، ولحاكم، و"ثوريتكم"..
تصبحون على عمالة جديدة... لا تنصحونا فقط.. سيندحر "كسرى" و"فرسان الصيب" و"باعة فلسطين" الذين أنجبوا "آردوغان".. عاجلا أم آجلا..
خذوا إسلام باكستان وتركيا وإيران و"اخرجوا" منْ كوابسينا.. واتركوا لنا إسلامنا وعروبتنا..
"تمرنزوا".. "تبنتكو".. "تفارسوا".. "تترتكوا".. "تبكستنوا".. "تداعشوا".. "تقاعدوا"..
إنا نحب الله ورسوله من قبلكم ومن بعدكم.. إنا بيضة الدين.. ولكم حاولتم كسر تلك البيضة.
مع كامل الاحترام لكل المخلصين من أبناء الوطن الممتد من الماء إلى الماء.
---------------------------
تدوينة سابقة من صفحة الاستاذ الشاعر المختار السالم