(وما): عقد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الثلاثاء في مدينة النعمة ضمن زيارته الحالية للحوض الشرقي اجتماعا مع الأطر والمنتخبين وممثلي روابط المنمين والفاعلين الاجتماعيين في كل مقاطعة من مقاطعات الولاية على حدة.
وأفسح رئيس الجمهورية خلال الاجتماع المجال لأطر هذه المقاطعات لطرح أبرز التحديات التي تواجه التنمية في الولاية، وإبراز المشاكل المطروحة والحلول المقترحة لها والانعكاسات الإيجابية للمشاريع الكبرى التي أطلقتها الدولة في هذه الولاية ذات الكثافة السكانية المعتبرة والأهمية الإستراتيجية، تجسيدا لمقاربة الدولة التي تركز على تلازم الأمن والتنمية وذلك بعدما عانته هذه الولاية من تهميش في فترات سابقة.
وشكر رئيس الجمهورية في رده على مداخلات الحضور سكان ولاية الحوض الشرقي على تجشمهم عناء التنقل وترك المشاغل ، مبينا أن الهدف من هذه الزيارة هو الاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين وتقديم الحلول للمشاكل التي يعانون منها، مشيرا إلى أن النواقص التي ذكرت سيتم التغلب عليها في اقرب وقت، حيث ستعكف الجهات المعنية على دراسة المشاريع المطلوبة في مجال الصحة والتعليم والطرق والكهرباء وغيرها وتنفيذها سبيلا لتحسين ظروف المواطنين وتغيير الوجه الحضاري للمنطقة .
وذكر رئيس الجمهورية بالانجازات الهامة التي تحققت في هذه الولاية منذ سنة 2009 وحرص الدولة على تزويدها بجميع الخدمات سواء منها الكهرباء أو الصحة والتعليم وإطلاق مشروع اظهر العملاق الذي وضع حدا نهائيا للعطش الذي عانت منه هذه الولاية ردحا من الزمن دون أن يجد آذانا صاغية من طرف الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال.
وقال إن إنشاء شركة وطنية للألبان يرمي إلى عقلنة الثروة الحيوانية الهائلة في المنطقة وتحسين دخل المنمين مما ينعكس إيجابا على تحسين ظروف سكان هذه الولاية، مبرزا أن فك العزلة عن جميع مقاطعات الولاية سينعكس إيجابيا على حركة المواطنين والبضائع وعلى نجاح مشاريع التنمية في الولاية.
وأكد رئيس الجمهورية على التركيز على التعليم، موضحا أن أي تقدم أو تنمية لا تنطلق من التعليم كأساس لها تبقى عديمة الفائدة، ولا يمكن أن تحل مشاكل المواطنين.
ودعا رئيس الجمهورية إلى استغلال المشاريع التي تم إنجازها بما فيها الطاقة الكهربائية والمنشآت التعليمية والصحية، وخدمات الماء والكهرباء، بشكل عصري يخدم المصلحة العامة، مذكرا في هذا الصدد بأن مصنع النعمة للألبان، والذي يوفر 30 ألف طن، يشكل فرصة للسكان من أجل عقلنة مواردهم الحيوانية واستثمارها بما يعود بالنفع عليهم.
وحث رئيس الجمهورية في هذا الإطار، الجميع على الاستفادة من مشروع تصنيع الألبان وكذلك مشروع تحسين سلالات الأبقار، وغيرها، مبينا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بنبذ الخلافات السياسية والقبلية التي لا طائل من ورائها، ولم يجْنِ منها مروجوها إلا ضياع الوقت وهدر الطاقات.
وبين رئيس الجمهورية بخصوص الترشحات في الانتخابات المقبلة، أن من يساند هذا النظام ونهجه عليه أن يصوت للوائح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وأن كل من يترشح من حزب آخر ليس مع النظام ولا مع الرئيس، وأن صناديق الاقتراع هي الحكم في ذلك كله.
وطالب رئيس الجمهورية السكان بسلوك نفس النهج الذي سلكوه في التعديلات الدستورية التي أثمرت فوزا باهرا لهذه التعديلات.
وأضاف أن من يطالبون بالتمديد عليهم ترجمة ذلك بالتصويت المكثف لجميع لوائح الحزب بدون انتقائية أو تمييز، في الاستحقاقات المرتقبة وهو ما يعني أن من ينتمي للحزب الحاكم عليه أن يصوت لجميع لوائحه الوطنية والنسائية والجهوية والنيابية والبلدية، مشيرا إلى أن اختيار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ينبغي أن يكون هو هدف الجميع وعليهم تجاوز خلافات الترشيح بحيث لا تؤثر على التزامهم الحزبي.
وأبرز أن عدم التصويت للوائح الحزب يعني خدمة أجندات أخرى تدعو إلى الفتنة والثورة ولا تخدم المصلحة الوطنية ولا النهج الذي زكاه الموريتانيون وانخرطوا وراءه.
وقال إن الحزب وجه بعض أحزاب الأغلبية للترشح في دوائر النسبية وتعيين شخص معين وحزب معين للترشح في هذه الدوائر ولم يطلق العنان كما يشاع لجميع أحزاب الأغلبية للترشح كما حصل، مطالبا كل من ترشح خارج هذا السياق بسحب ترشحه ودعم لوائح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية .
ورحب المتحدثون باسم سكان مقاطعات ولاية الحوض الشرقي في بداية الاجتماع، برئيس الجمهورية، معبرين عن امتنانهم للانجازات التي تحققت في الولاية وعلى المستوى الوطني التي ساهمت في تحسين ظروف السكان وربطهم بالحياة المدنية الحديثة وإشراك المرأة ودمجها في الحياة النشطة.
وعبر المتدخلون، عن تعلقهم بالنهج الذي تسير عليه البلاد منذ عشر سنوات، والذي كرس قواعد التنمية الشاملة، وجسد على أرض الواقع التلازم بين الأمن والتنمية.
كما ثمن المتدخلون الإنجازات التي تحققت في ولاية الحوض الشرقي من توفير للماء الشروب، وفك للعزلة، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى وتعزيز اللحمة الوطنية، وإدماج الشباب في مشاريع التنمية على المستوى الوطني.
وحضر الاجتماع والي ولاية الحوض الشرقي، ووزيرة الزراعة، ومدير ديوان رئيس الجمهورية، ومستشار ومكلف بمهمة في رئاسة الجمهورية.
المصدر: الوكالة الموريتانية للأنباء