و مات الحلم الديمقراطي و ماتت معه الثورة في قلوب من كنّا نحسبهم ثوارا. لا صوت يعلو فوق تكهنات ماذا سيفعل ولد عبد العزيز و هل سيفي بوعده لولد الغزواني أم أنه سيمكر به كما مكر بأصدقائه قبل أعدائه ؟ هل سيحتفظ ولد الغزواني بسلطته على الجيش كي يؤمن نفسه من مكر ولد عبد العزيز أم أن البساط سيسحب من تحته ؟
قد أتفهم تلهف البعض على مغادرة ولد عبد العزيز لكرسي الحكم لأنه كارثة بكل المقاييس و قد أتفهم أن الكثيرين رضوا من الغنيمة بالإياب و أن يحل رجل لم يعرف عنه طيش أو ظلم محله لكنني حزينة لأن الجميع فقد الثقة و الأمل في الديمقراطية و في التغيير و في صناديق الاقتراع و في حكم الشعب لنفسه و في القطيعة مع حكم العسكر.
شباب في عمر الورود يتسابقون كما يتسابق كهول الهياكل ليسجلوا موقفا مع من يحتمل أن يكون مرشحا لولد عبد العزيز. مالكم كيف تحكمون و كيف تفكرون و كيف تقبلون أن تساقوا لمصيركم باستسلام مؤذي كما تساق الخراف للذبح و السلخ.
المعارضة في صمت مطبق كصمت القبور أما الموالاة فلا أمل فيها فهي إن لم تكن تجمع أشرار فهي تجمع للطامعين و المنافقين و المصفقين و موتى الضمائر و هي سبب بلاء هذه البلاد.
--------------
من صفحة الأستاذة منى بنت الدي على الفيس بوك