تصنيف منظمة «مراسلون بلا حدود» لموريتانيا بأنها دولة أفريقية غير عربية.. أمر عادي في الأوساط الفرانكوفونية والغربية.. وهنالك من الموريتانيين -بالجنسية- مَن يقدمها هناك في كواليس و"محافل" تلك المنظمات بهذه الصفة، لدوافع عنصرية كارهة لكل ما له علاقة بالعرب والعروبة. وكون موريتانيا دولة أفريقية فهذا صحيح ومبعث فخر، ولكنه لا ينفي عنها أيضاً صفة الدولة العربية.. ولا يوجد أصلاً تعارض بين الانتماءين لو صفيت النوايا والطوايا. وحتى لو افترضنا وجود تعارض أو تناقض بين الهويتين، فموريتانيا في النهاية دولة عربية في المقام الأول.. وهنالك فرق في درجة "الأفريقية" بين موريتانيا وبوتسوانا.. أو رواندا مثلاً. فموريتانيا دولة عربية أصلاً وفصلاً وجغرافيا وتاريخاً وثقافة ووجداناً.. وفوق هذا فالدولة العربية -بالتعريف- هي أي دولة عضو في جامعة الدول العربية. ودولتنا، رسمياً، عضو في هذه الجامعة، وإن كنا لا نستمد منها -ورب الكعبة- عروبتنا. واللغة العربية هي لغة بلادنا الرسمية. وأكثرية سكانها إما ناطقون بالعربية، أو هم من أصول عربية في الأساس. ومسألة عروبة موريتانيا ليست مطروحة أصلاً للنقاش، وإذا طرحت فليست منظمة أجنبية من منظمات المجتمع المدني هي المخولة البت في تلك "العروبة"!
ورد الناطقة باسم منظمة "مراسلون بلا حدود" بأن موريتانيا مصنفة عندهم "دولة أفريقية" كلام خفيف وسخيف.. إذ ليس عندهم "عندٌ" أولاً.. ومن هم؟ إن لم يكن بعضهم -أو يكونوا كلهم- أحصنة طروادة، تقودهم ثلة من المخبرين السريين لدى أجهرة المخابرات الغربية والصهيونية، يتخذون من منظمتهم الإعلامية الوهمية واجهة.. وأيضاً لأن تصنيف موريتانيا في مختلف المنظمات الدولية يضعها ضمن المجموعة العربية، وحتى داخل الاتحاد الأفريقي نفسه هي مصنفة ضمن دول «شمال أفريقيا».. ولذا كذبت الناطقة باسم المنظمة -ولا أقول حاشاها- حين زعمت أن هذا هو تصنيف بلادنا في المنظمات الدولية.
والحل عندي أن تخاطب النقابتان الصحفيتان الموريتانيتان (النقابة والرابطة) تلك المنظمة وتطلبا منها توضيح تصنيفها، وتصحيح خطئها. وبعد ذلك إن شاءت مجاملة الأشقاء بتصنيف متقدم فلتفعل، ولكن لتضعهم في موقعهم من الترتيب دون استبعاد لبلادنا، أو إخراجها من الحساب، بجرة قلم من غير ذوي صلة أو صفة.
---------
من صفحة الأستاذ حسن المختار على الفيس بوك