حتى تلبية جميع مطالبي وهي كالتالي:
تغريم المؤذن المجاور بغرامة مالية إذا قال الصلاة خير من النوم قبل انتهاء وقت الإمساك المتفق عليه.
إقالة اللحوم الحمراء من المائدة،فقد قلت مرارا أنني شخص نباتي مثل المناضل الراحل المهاتما غاندي.
تنحية عصير امبصام عن باقة المشروبات فلونه الأحمر يذكرني بشريط القنوات الإخبارية الأحمر المليئ بأخبار القتلى والجرحى والمفقودين.
تجميد عضوية "سوب" المبهم المكونات واستبداله بحساء القمح المعروف محليا "بنش" فهو مفيد لضحايا الأزمات العاطفية وأحلام اليقظة مثلي.
استبعاد الزبدة الفرنسية والقشطة وأخواتها والإكتفاء بالتمر الأعزل وحبذا لو كان مقطوفا من نخلة وطنية.
يجب مرتنة موائد الإفطار،لقد سمعت من مصدر رفض الكشف عن نفسه،أن الذين يعدون الطعام في القصر الرمادي لا يحملون الجنسية الموريتانية وهو شيء مؤسف،فالرئيس الذي لا يأكل "لماسخ" مثل شعبه لن يشعر بهمومه المترامية الأطراف كمساحة الوطن.
التغيير الحقيقي يبدأ من المطبخ وغرفة النوم!
ففي المطبخ توجد قنينة الغاز وعداد الكهرباء والثلاجة والسكاكين-لمن أرادوا اللجوء للعنف-وفيه أيضا ما تيسر من المواد الغذائية والحنفية.من جهة أخرى تعتبر غرفة النوم أيضا مصنعا سحريا لصناعة الأفكار العظيمة
أنا مثلا،عندما أضع رأسي على الوسادة للنوم أفكر في تغيير العالم،وعندما استيقظ صباحا اكتفي بمحاولة جادة لتغيير نفسي العصية على التطور،لأنني جبان ومتردد.
كنت ليلة البارحة في نقاش مطول مع معلم مخضرم شهد معظم عمليات تطعيم الأجور التي شهدها قطاع التعليم طيلة عقدين واعترف لي بمرارة أن الزمن لو عاد به للوراء لما انغمس في قطاع التعليم المهمش..
قلت له أنا بشيء من الحماس المصطنع بوصفي استاذ قضى ثلاثة أعوام في القطاع أن التعليم مهنة نبيلة وشريفة،قلت له ذلك وأنا استمع للأغنية الرومانسية للمنشد حمود الخضر:
لا لا،لا نحتاج المال لكي نزداد جمالا..
نعم إنني أدرك في قرارة نفسي أنني بت أفكر بشكل جدي في تقديم استقالتي من التعليم،لذلك لدي مشروع طموح يتمثل في فتح مطعم متنقل في سيارة صغيرة لبيع المشروبات والوجبات السريعة للمحتجين يوميا أمام أسوار القصر وكذلك في أماكن تواجد طوابير العاطلين عن العمل أمام إحدى الإدارات العمومية...
يقال إن حب الوطن من الإيمان،لكن ماهو الوطن؟
بالنسبة لي،الحياة هي الوطن الحقيقي لنا،فكل مكان وجدنا فيه العدالة والكرامة والسلام يعتبر وطنا.أما الرقعة الجغرافية فتعتبر وطنا للوجدان والجينات فقط.
إنها ليلة الجمعة،كأن الجمعة الفائتة كانت أول أمس! هذا الزمن يركض بسرعة ويقتطع من أعمارنا لحظاته إنهم يتساقطون من شجرة الحياة تباعا،لذلك علينا أن نحاول زرع الخير في طريقنا دائما،لعلنا نأتي الله بقلوب سليمة.
هنا نواكشوط الشمالي(الحي الإداري)،وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...الساعة 01:08
------------
من صفحة الأستاذ خالد ولد الفاظل على الفيس بوك