قال الملك في خطاب وجهه مساء السبت 20 أغسطس/آب لمناسبة الذكرى 63 لثورة الملك والشعب "إننا نتطلع لتجديد الالتزام، والتضامن الصادق، الذي يجمع على الدوام، الشعبين الجزائري والمغربي، لمواصلة العمل سويا، بصدق وحسن نية، من أجل خدمة القضايا المغاربية والعربية، ورفع التحديات التي تواجه القارة الأفريقية".
وذكر الملك بـ"الحاجة في ظل الظروف الراهنة، التي تمر بها الشعوب العربية، والمنطقة المغاربية، لتلك الروح التضامنية" في إشارة إلى "المرحلة التاريخية التي تميزت بالتنسيق والتضامن، بين قيادات المقاومة المغربية، وجبهة التحرير الجزائري، حيث تم الاتفاق على جعل الذكرى الثانية لثورة 20 آب/أغسطس كمناسبة لتعميم الثورة في الأقطار المغاربية".
وتأتي دعوة الملك للجزائر في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر في العلاقات بين البلدين بسبب نزاع الصحراء الغربية، وهي المستعمرة الإسبانية التي تخضع للإدارة المغربية منذ أواسط السبعينيات، وتطالب جبهة بوليساريو مدعومة بالجزائر بتقرير مصيرها. من ناحية ثانية أكد الملك محمد السادس على التزام بلاده تجاه القارة الأفريقية باعتبارها "في قلب" سياسته الخارجية.
وبالنسبة للملك محمد السادس فإن رغبة المغرب التي عبرعنها أخيرا من أجل العودة إلى حضن الاتحاد الأفريقي بعد غياب دام 32 سنة بسبب قبول عضوية "الجمهورية الصحراوية" فيه، تعد بمثتبة "تجسيد لهذا الالتزام العميق والمربح للطرفين".
وأوضح الملك أن "المغرب يعطي دائما لشعوب القارة الأفريقية، ولا ينتظر أن يأخذ منها والتزامه من أجل قضاياها وانشغالاتها، لم يكن يوما من أجل استغلال خيراتها، ومواردها الطبيعية، خلافا لما يسمى بالاستعمار الجديد".
وأشار الملك إلى السياسة الجديد للهجرة التي تبنتها المملكة المغربية لتسوية وضعية نحو 30 ألف مهاجر منحدر من دول جنوب الصحراء واصفا إياها بـ"السياسة التضامنية الحقيقية، لاستقبال المهاجرين، من جنوب الصحراء وفق مقاربة انسانية مندمجة، تصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم".
وفي إشارة إلى الدولة الأوروبية دعا الملك الذين ينتقدون المغرب أن "يقدموا للمهاجرين، ولو القليل مما حققناه"، معربا عن الأسف لـ"التوجه المنحرف، الذي أخذه تدبير قضايا الهجرة بالفضاء المتوسطي، بحيث تم تغييب أي سياسة حقيقية لإدماج المهاجرين".
وكان المغرب قد أطلق طيلة سنة 2014 مسلسلا من أجل تسوية وضعية المهاجرين غير النظاميين المقيمين على أراضيه وأغلبهم من دول جنوب الصحراء، وقد مكنت العملية لحد الآن من تسوية أكثر من 18500 مهاجر.