حاولت دائما فهم خطة الرئيس التي سيلعبها من أجل البقاء في السلطة لمأمورية ثالثة وحتي رابعة . وقد كتبت مقال سابق لي عنونته (بخطة عزيز لتغير الدستور)وقد كانت هي الخطة المطروحة آنذاك التي يجري الإعداد لها منذوا الأنتخابات الرئاسية السابقة ،لكن معطيات خارجية وداخلية حالت دون ذلك المخطط
وقد تغير المسار قبل خطاب النعمة الفائت الذي أعقبته الحملة لشرح مضامين الخطاب
والحالات التي وقعت في إفريقيا من أجل تعديل الدستور والتي تم الاعتراض عليها من قبل الشعب
وعدم الوثوق في بعض أحزاب المعارضة الوازنة في متابعة المخطط المعد سلفا
من أجل التشريع لمأمورية ثالثة وهو ماجعل الرئيس يغير الخطه
لكن هذه المرة كان لابد من دعم الجيش الذي أعطاه ضوء أخضر قبيل خطاب النعمة
وكان هذا الضوء هو البقاء في السلطة ولكن بشكل قانوني دون اللجوء إلي المساس بالدستور وخاصة المادة( 28 )المتعلقة بالمأمورية
وتقتضي الخطة أنتخاب رئيس صوري لمدة شهور قلائل تحت أعين الجيش ويقدم إستقاله ويتم بعد ذلك أنتخابات يعود عزيز فيها الي السلطة
وعلي هذا الأساس يحاول الرئيس بحذر تجاوزه بطريقة سلسه وبأقل المخاطر
وهو ماسوف يتم بدعم الجيش وتهييج العواطف والمظهر بمظهر رجل المواقف
والرجل الذي يحترم الدستور
فقط ظل الرئيس عزيز رغم ماقيل عنه يعرف كيف يكسب نقاطا لصالحه وذلك لتمكنه من معرفة مايجول في خاطر الكل سواء من العامة أو الخاصة أو من الناس البسطاء الذين يشكلون أغلبية ساحقة
وفي ظل ضعف المعارضة وضعف خطابها الذي لايحمل عادة سوي إسطوانات مشروخة بات الكل يحفظها.
خطاب الرئيس جاء بعد حوار وله مابعده
والأنتخابات البلدية والتشريعة والمجالس الجهوية المقبله سوف تغير الخارطة السياسيه لصالح الرئيس
علي كل سيفئ عزيز بيمينه الدستورية ولكنه سيظل في الرئاسة بشكل قانوني
وهذا ماسيتضح عقب إجراء الأستفتاء بشكل لاتشوبه شائبه
تفأجأت المعارضة والموالات بخطاب الرئيس وكان وقع المفاجأة علي الموالات أشد لأن من طبيعة الرئيس أنه لايثق في الموالات ويدرك أنهم مجموعة من المتملقين ولايطلعهم علي قراراته
وقد كان الحوار هو بداية مشوار جديد لرئيس الجمهورية وفرض تغييرات جوهرية علي خريطة البلد
بدءا بالخدمة الإجبارية وحضور المقاومة الوطنية في الخطاب
والأيام القادمة حبلي بالمتغييرات وصعود للبعض وسقوط للبعض
عاشت موريتانيا وحفظها الله من كل مكروه