في مجلة (لبوان) الفرنسية ذائعة الصيت مقال للكاتب الفرنسي المعروف بيار بيلو يحمل عنوانا مثيرا ،أويُراد له أن يكون كذلك ، كتب بخط أسود عريض: "الأمة العربية " لم تعُد موجودة ! على خلفية صورة تُمثل عَلَم إحدى النِّحَل يحرسه نوبتجي يتنكب بندقية عوز اسرائيلية ...
وقد قرأتُ المقال بتمعن توخيا لما وراء العنوان من آليات بحث و تحليل توصِلُ كاتبها ـ وتالياًّ ـ قارئها إلى نتييجة رهيبة من عيار اختفاء أمة عمرُها ، ثقافةً و حضارةً ـ يتجاوز 5000 سنة مما يعد الباحثون ، فلم أجدْ غير "أمنية" قديمة قائمة على مخطط هدم متواصل منذ بزوغ شمس الحضارة اليهودية/ المسيحية النقيضة لقيمها بدْءً بمحاكم التفتيش مرورا بالحملات الصليبية عبورا بالإستعمار المباشر وصولا إلى التقسيم و التلغيم(سايكس/بيكو) و بؤرة الإستيطان الصهيوني و استنبات الأحكام الوراثية و النعرات المذهبية و العرقية و ملوك الطوائف واستعداء الأمم الإسلامية بعضها على بعض (الأتراك ضد العرب و العرب ضد الفرس ..إلخ) .
..والحقيقة التاريخية أن أمة استُنزفت بهذا القدر من المؤامرات على مدى5000 سنة و تزيد، وما زال دينُها يستقطب المؤمنين أفواجا ولغتها تستقبل الدارسين أمواجا و تنمو مصطلحا و أداة ، تبقى عصية على الفناء و متمنعة على إرادة الإفناء لأن عوامل القوة الكامنة فيها و بذور البقاء و النمو و وسائط النهوض أفعل من سقوط مدينة ولوكانت من أحجام وحمولة بغداد و دمشق وطرابلس وصنعاء والقاهرة و تينبكتو ...إن صراع الإرادات هو المحك ..
-------------------
من صفحة الأستاذ ناجي محمد الإمام على الفيس بوك
