يحتفل الموريتانيون بعيد الفطر وسط أجواء عائلية ودينية تبدأ بإخراج زكاة الفطر والذهاب إلى الصلاة جماعة، وتنتهي بصلة الرحم والخروج في نزهات عائلية إلى البوادي والاستراحات القريبة من المدن. ويحرص الموريتانيون، الذين يحتفلون بعيد الفطر مثل غالبية الدول العربية يوم الأحد، على زيارة أهاليهم ومباركة العيد للأقارب والجيران، كما يحرصون على تقديم العيدية للأطفال لإدخال فرحة العيد على قلوبهم.
وتجد النساء، سواء ربات البيوت اللواتي شغلهن مطبخ رمضان عن الاهتمام بزينتهن أو الموظفات اللائي تعففن عن الزينة تعظيما لشهر الصيام، في عيد الفطر مناسبة لتعويض ما فاتهن من أيام الزينة، خاصة أن المرأة الموريتانية لازالت تحافظ على الزينة التقليدية من حناء وملابس تقليدية وضفائرإفريقية.
وتحظى صالونات الزينة والحلاقة والحناء باقبال منقطع النظير في عيد الفطر، وتحقق أرباحا كبيرة توازي أرباحها طيلة العام. وتفتح محال الزينة أبوابها طيلة أيام العيد لاستقبال الراغبات في الحصول على الزينة التقليدية أو العصرية، وتعتبر الفترة ما بين ليلة السابعة والعشرين من رمضان وخامس أيام العيد ذروة الاقبال على صالونات الحلاقة والتجميل.
ومن التقاليد الموريتانية الأصيلة في عيد الفطر شراء خروف العيد الذي لا يرتبط لدى الموريتانيين فقط بعيد الأضحى، بل أضحى شراؤه في عيد الفطر تقليدا أصيلا يعززه انخفاض أسعار الخرفان مقارنة بالدول العربية. وتعرف أسواق المواشي إقبالا كبيرا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
كما تتميز تقاليد الموريتانيين في عيد الفطر بتقديم الهدايا للأصهار والأنساب؛ إذ يحرص كل رجل متزوج على تقديم هدايا لأصهاره تكون غالبا عبارة عن خروف العيد. وبدورها، تحرص المرأة المتزوجة على تقديم ملابس تقليدية لأصهارها. ورغم ارتفاع تكاليف المعيشية، لايزال هذا التقليد متبعا في موريتانيا.
وترفع مستلزمات العيد درجة التسوق إلى الذروة؛إذ تعج الأسواق والمجمعات التجارية بالمتسوقين الراغبين في شراء الملابس والأحذية، كما يشتد الاقبالعلى محالّ الخياطة التقليدية التي تقدم أشكالا متنوعة من اللباس التقليدي الرجالي "الدراعة".
وتحظى خطبة العيد التي يلقيهاإمام الجامع الكبير بموريتانيا، أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، الذي يعتبر بمثابة المفتي، باهتمام كبير من قبل الموريتانيين. وكان لافتا في خطبة هذا العيد تحذير المفتي من خطر ما وصفه بـ"المد الصفوي الفارسي" على المجتمع والدولة في موريتانيا.
وحذر المفتي،الذي كان يتحدث في خطبة عيد الفطر بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، من "وجود المد الصفوي الفارسي بيننا الذي يقوم على معتقد فاسد هو ولاية الفقيه وعلى لعن الصحابة رضوان الله عليهم"، داعيا إلى ضرورة أن يقف النظام الحاكم في موريتانيا في وجه هذا المد، مشيراً إلى أن شكواه "ليس الهدف منها الإضرار بالعلاقات بين الدول، وإنما التحذير من الخطر السياسي لهذا المد".
المصدر: هسبريس