“الأكل الصحي” قد يتسبب في مشاكل صحية ! | 28 نوفمبر

“الأكل الصحي” قد يتسبب في مشاكل صحية !

جمعة, 28/07/2017 - 20:22

(أ ف ب): أدى التشكيك الدائم في أوساط الصناعات الغذائية، الى انتشار حميات مختلفة كالحمية النباتية وغيرها، في محاولات لضمان توازن غذائي سليم، إلا أن هذه الممارسات قد تصل الى حد الهوس أو ما يعرف بالارثوريكسيا، متحولة إلى مشكلة صحية بحد ذاتها.

ويوضح باتريك دونو، الأستاذ في علم النفس الثقافي: “يصل هوس الأكل الصحي عن البعض، إلى أكل الفاكهة بعد قطفها بأقل من دقيقة، أو تناول وجبات صغيرة مع مكملات غذائية. الشخص المصاب بالاورثوريكسيا، مسجون في قواعد فرضها على نفسه”.وقدّرَ نسبة اتباع هذا النمط في فرنسا بـ2 الى3 %، وقد اعتمدت تسمية “اورثوريكسيا” في تسعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، وهي كلمة مشتقة من اليونانية القديمة.

وأضاف دونو: “نشهد تحولا ثقافيا للتغذية، يدفعنا الى التشكيك بشكل اساسي بما نتناوله من أطعمة بسبب التباعد الحاصل بين المنتج والمستهلك، إذ يعطي المستهلك السلطة الى مؤسسات بعيدة للإشراف على تغذيته.”

وبعد الصدمة التي خلفتها أزمة جنون البقر في مطلع التسعينيات ، ثم أزمة لحم الأحصنة عام 2013، بات الخوف مما نتناوله أكبر من اي وقت مضى، الأمر الذي تؤكده باسكال هيبيل، من مركز الأبحاث لدراسة ظروف الحياة ومراقبتها “كريدوك”. وتوضح أيضاً أن البعد عن الحياة الريفية، قد خلف مصادر القلق هذه التي باتت تبرز كثيرا لدى طبقات المجتمع الغنية.

وتقول سابرينا ديبوسكا، التي كانت مصابة بهوس الأكل الصحي لمدة سنة ونصف: “كنت اظن أني املك الحقيقة حول التغذية الصحية، التي تسمح بالعيش لفترة أطول”، وأصدرت كتابا حول الموضوع ، بعنوان “مترو، بولو..بونور!”.

وطورت الشابة الفرنسية البالغة 29عاما من العمر، هذا الهوس بشكل تدريجي، وكان ذلك إثر إصابتها بحساسية ناجمة عن مستحضرات تجميل، وبعد البحث على الانترنت وقعت على مواقع ودراسات متناقضة حول التغذية.

ويشير دونو، إلى وجود ثلاثة أنظمة غذائية رئيسية، وهي التقليدية على طريقة “جدتنا” والصناعية “التي تشعر الشخص بالشبع″، و الصحية “التي تقدم الغذاء على أنه دواء”، ويؤكد ان “الاورثوريكسيا لا تنجح في الجمع بين كل هذه الانظمة وهي تبسط الامور باللجوء الى النظام الصحي السليم”.

فخلال سنة ونصف السنة اصبحت سابرينا دوبوسكا نباتية، تمنع نفسها عن تناول اللحوم، ثم نباتية صرفة، ترفض تناول اي بروتين حيواني، وبعد ذلك باتت تأكل النبات النيء فقط والفاكهة، حتى وصلت إلى مرحلة أن شعرها قد بدأ بالتساقط دون أن يثير ذلك قلقها. في النهاية أدركت أن جسدها قد سيطر على إدراكها الفكري، فقبلت بشراء فيتامين بي12 حيواني المصدر.

وتقول الطبيبة صوفي أورتيغا، المتخصصة بالأنظمة الغذائية، أن إحدى مرضاها كانت تفتقر الى هذه الفيتامينات، إلى درجة أنها بدأت تصاب بالعمى بسبب نقص فيتامين بي 12، وتشدد أورتيغا على أن “التغذية الجيدة ينبغي أن تضم النباتي والحيواني، ما يسمح بالعفوية والمتعة والتوازن”.