أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية الحجاج الجزائريين، وبعثة الحج التي سترافقهم خلال هذا الموسم، بعدم الخوض في القضايا السياسية والأمنية، والالتزام بمواقف الجزائر. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الجزائري محمد عيسى, في تصريحات صحافية, إن الوزارة أمرت أعضائها بتجنب التعليق وتفادي الخوض في القضايا السياسية، وانتقاد الإجراءات الأمنية في السعودية، مبينًا أن الحجاج الجزائريين وبعثة الحج ملزمة بالتمسك بمواقف الجزائر في القضايا الراهنة، في تلميح منه إلى الأزمة الخليجية القائمة, وأيضًا تفادي استعمال العبارات والكلمات التي لها علاقة بالتطرف.
ووزع وزير الشؤون الدينية الجزائري, خلال لقاء جمعة بأعضاء بعثة الحج الجزائرية, قبيل توجهه إلى البقاع المقدسة، خلال الأيام المقبلة, تعليمات تحمل طابعًا سياسيًا وأمنيًا في الوقت نفسه, ولها علاقة بالقضايا الإقليمية الراهنة، وخاصة الأزمة الخليجية العربية والأحداث التي شهدتها السعودية أخيرًا. وخاطب الوزير أعضاء البعثة قائلاً: "لا نكتب ولا نقول أشياء تجعل الآخرين يظنون أننا نريد أن نفسد عليهم أمنهم, فالكثير لا تعجبهم مواقف الجزائر السياسية, ولا بد إذن فتح النقاش في اللقاءات والاجتماعات والالتزام بمواقف الخارجية الجزائرية التي تنص على الحوار والوحدة ونبذ الطائفية، ورفض التوظيف السياسي للإسلام".
وأخذت محاولات الاختراق الفكري للحجاج الجزائريين حيزًا مهمًا من تعليمات وزير شؤون الدينية الجزائري, حيث أمر أعضاء البعثة بالتصدي لها. وانتهز الفرصة للكشف عن آخر المحاولات التي رصدت في البقاع المقدسة, قائلاً إن جماعة متقاعدين في جهاز رسمي لإحدى الدول حاولت تحريض الجزائريين على إثارة الفوضى عند العودة إلى الجزائر، ووصل الحد بهم إلى التساؤل عن أسباب عدم قيام "ربيع عربي" فيها. وطالب الوزير أعضاء بعثة الحج برفض استضافة أي شخص في مخيمات الجزائر، لأن الغزو الفكري يوجد في أماكن التجمعات، مشددًا على منع دخول أي مطويات أو أشرطة للمخيمات، وطلب الأمن السعودي إذا اقتضى الأمر.
واتخذت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية كل الإجراءات الضرورية اللازمة لإبقاء أعضاء البعثة على تواصل مستمر، بتقنية "واتس آب", حيث تم تشكيل مجموعة مصغرة للقيادة وأخرى موسعة للأعضاء, وتنحصر مهام هذه المجموعة في رصد التجاوزات التي يتم تسجيلها، ومحاولة التدخل عند وقوع أي طارئ. ومن المرتقب أن يتوجه، خلال الأيام المقبلة، 36 ألف حاج جزائري إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج, ويمكث زوار بيت الله، وفق تصريحات وزير الشؤون الدينية الجزائري، 28 يومًا بدلاً من شهر, وسيتم تخصيص ثلاث أو أربع رحلات قصيرة تخص المرضى وبعض الفئات التي لا يُسمح لها بالخروج من الوطن إلا لمدة قصيرة.