حول حفل التخرج
الأربعاء, 16 يوليو 2014 17:32

محمد الامين سيدي مولودقبل ثلاث سنوات كنّا في حفل تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، وكنا 500 إطار من تخصصات مختلفة وأعمار متخلفة وجهات وفئات مختلفة، وتوجهات سياسية مختلفة، ورغم ذلك يمكن القول أن الموالين فيها لم يكونوا قلّة.

لقد كنا 500 طالب موظف تم نجاحها ضمن مسابقة شارك فيها حوالي 13,000 مترشح، وقامت دفعتنا ـ شعبة الإدارة تحديدا ـ بتدريب عسكري في المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار، كما كان من بينها طلاب متميزون جدا، ورغم كل ما سبق، لم تتم الإشادة في حفل التخرج هذا بالرئيس شخصيا ـ رغم أنه من أمر بالمسابقة حينها طبعا ـ ولم يكن الحفل عبارة عن مبادرة تأييد ومساندة، ولم يكن مهرجانا للحزب الحاكم، ولا خلية "حملاتية" للرئيس ولا للمعارضة، كان الخطاب الوطني الشامل هو طابعه الأبرز، وكان محل ترحيب ورضى من الجميع.

لقد تأسفت حين رأيت بعض ـ أقول بعض ـ خريجي المدرسة الوطنية للإدارة، وهم يختزلون تميزهم ونجاحهم في جهد عزيز فقط ويهملون حتى ذكاءهم ومستواهم العلمي، رغم أن هذا النجاح وليد مشوار دراسي امتد خلال حكم أربعة رؤساء على الأقل، وليست الفكرة هنا في لجم الناس عن الولاء لمن يريدون، ولكن الرسالة التي حملت تلك التصريحات والخطابات رسالة مخيبة للأمل لسببين:

ـ الأول جعل المتلقي يعتقد أن ما تمّ جاء في إطار صفقة ولاء ومنة وليس حقا وطنيا طبيعيا لشباب متميز درسوا وتفوقوا ونجحوا في مسابقة اكتتاب عادية جدا من حيث ما سيترتب على مستبقل طلابها الوظيفي، أو أغلبهم.

ـ الثاني أن من بين الخريجين معارضون لا يمكن اختزال رأيهم السياسي في مبادرة تأييد ومساندة بسبب التخرج هذه أو الوظيفة الباهتة هذه، ومن الظلم صهر الجميع في بوتقة البيعة هذه، أو جعلهم يشعرون أنهم غير معنيين بمستقبل التخصصات التي تخرجوا منها ما داموا لم يتسابقوا في مدح النظام وشخص الرئيس!

هذا تدهور غير شريف، فهل نترك أي مشترك بيننا، وهل نترك لنا حق الشعور أن الوطن للجميع، بغض النظر عن المواقف السياسية والآراء المختلفة؟ أم هنالك قناة واحدة فقط هي التي يجب على الجميع أن يمرّ عبرها أو يعيش على الهامش؟!

-------------------

من صفحة الأستاذ محمد الأمين سيدي مولود على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث