على أنقاض الدمار.. غزة تشاهد “نهائي المونديال”
الأحد, 13 يوليو 2014 18:23

gaza-mondial.jpg66    الأناضول: عندما تنطلق صافرة المباراة النهائية لمونديال البرازيل “2014″ بين منتخبي “ألمانيا” و”الأرجنتين” الساعة العاشرة من مساء اليوم الأحد، سيحاول الفتى الغزيّ “عبد الله أمين”، أن ينسى أصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لا تكاد تُغادر سماء قطاع غزة. 

وسيقوم أمين (15 عاما) برفع صوت التلفاز، لأعلى درجة كي يحجب إزعاج الغارات الإسرائيلية ولو قليلا كما يقول لوكالة الأناضول. وبالرغم من أن مخططاته ذهبت أدراج الرياح، بفعل العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، إلا أن أمين سيشاهد ما يصفه الرياضيون بـ”نهائي الحُلم”.

وتابع:” الأسبوع الماضي، كنا قد اتفقنا أنا وأصحابي، على مشاهدة المباراة على إحدى استراحات شاطئ البحر، ولكن اليوم، ومع هذه الأجواء الدمويّة والحربية التي فرضت علينا حظر تجوال، سنمكث في المنازل ونشاهد المباراة بدون الأجواء الرياضية المعروفة”.

وإن كان الشاب “حسن صالح” 23 عاما سيفتقد للتهليل والصراخ برفقة أقاربه، وأصحابه خوفا من الغارات الإسرائيلية إلا أنه سيتابع من داخل منزله المباراة النهائية لكأس العالم. ويقول صالح لوكالة الأناضول إنّه يشعر بغصة، وألم شديد بسبب ما خلفه القصف الإسرائيلي من قتل وتدمير في مختلف أنحاء قطاع غزة.

ويستدرك:” ولكن هذه الليلة، نريد أن نهزم الحزن، ونشاهد المباراة النهائية للحدث الكروي الذي تابعنا تفاصيله طيلة الأسابيع الماضية”.

وستكون أنظار العالم شاخصة اليوم إلى ملعب “ماراكانا” في البرازيل، حيث سيتواجه المنتخبان الألماني والأرجنتيني ، في المباراة النهائية لمونديال 2014 في نسخته الـ”20″. ومنذ انطلاقة صافرة المباراة الأولى للمونديال في 12 يونيو/حزيران الماضي، تابعت الجماهير الكروية في قطاع غزة مباريات كأس العالم بشغف.

وتوافد الغزيّون في كل مساء كروي على المقاهي التي تبارت، في خطب ود عشاق كرة القدم وجذب جماهيرها، من خلال توفير شاشات عرض ضخمة لمتابعة مباريات “مونديال 2014″ غير أن هذا المشهد سيغيب هذه الليلة، ولن يكون متاحا خوفا من القصف الإسرائيلي، وسقوط ضحايا كما حدث في مباراة (هولندا والأرجنتين) في نصف نهائي المونديال، عندما تحولت استراحة على شاطئ بحر خانيونس جنوبي قطاع غزة إلى بركة من الدماء، وأوقعت عددا من القتلى. ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ مساء الاثنين الماضي، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجرف الصامد”.

وتسببت العملية العسكرية ذاتها في مقتل 166 فلسطينيا وجرح 1120 آخرين، حتى 17:00 (تغ) من اليوم الأحد، حسب ما أفاد به لوكالة الأناضول الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة.

وتسببت الغارات العنيفة والكثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة؛ إلى تدمير 282 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 8910 وحدة أخرى بشكل جزئي، منها 260 وحدة “غير صالحة للسكن”، وفق إحصائية أولية لوزارة، الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.

ويرى “معتصم زقوت الإعلامي الرياضي الفلسطيني، في متابعة الغزيين للمباراة النهائية لمونديال البرازيل انتصارا لـ”الحياة”.

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول:” غزة تحب الحياة، وتريد أن تحيا كباقي المدن، حياة طبيعية، نعم هناك حزن لا يمكن وصفه على كل ما سببته إسرائيل من دمار، كما أنه من الصعب متابعة المباراة في ظل القصف المتواصل، لكن ثمة إصرار من كثيرين على متابعة هذا الحدث الكروي العالمي، وسأشاهد المباراة من داخل بيتي الذي تعرض لأضرار كبيرة جرّاء قصف منزل جاري”.

وأكد زقوت أن على المؤسسات الحقوقية، والإنسانية الدولية أن تتدخل لإنقاذ غزة، وتمكين سكانها من متابعة حياتهم اليومية، واهتماماتهم. وكان رواد موقع (آفاز) الشهير، طالبوا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتنظيم دقيقة صمت في المباراة النهائية لمونديال البرازيل كوقفة للتضامن مع غزّة في وجه العدوان الإسرائيلي وآفاز عبارة عن تجمُّع يضم أعضاء من مختلف أنحاء العالم، يتولى إيصال السياسات التي يدعمها المواطنون إلى دوائر صنع القرار في العالم. ومن جانبه، قال المعلق الجزائري الشهير الجزائي حفيظ دراجي إن مشاهدة ومتعة مباراة نهائي كأس العالم، المقررة الليلة بين الأرجنتين وألمانيا، لن تكتمل ما دام أبناء غزة يموتون ويتألمون.

وكتب دراجي على صفحته في موقع “فيسبوك”، اليوم الأحد: ألقاكم مساء اليوم بإذن الله في نهائي كأس العالم رفقة كل زملائي المعلقين لقناة (بي إن سبورت) الرياضية، وأنا على يقين بأنّ الفرجة والمتعة لن تكتمل مادام أبنائنا في غزة يموتون بالعشرات ويتألمون من وحشية إسرائيل.

فيديو 28 نوفمبر

البحث