تنشيطا لذاكرة الرئيس الأسبق العقيد اعل ولد محمد فال |
الخميس, 25 سبتمبر 2014 13:07 |
شهدت البلاد في الأسابيع الماضية أحاديث صحفية وتصريحات، وخرجات إعلامية للرئيس الأسبق، العقيد إعل ولد محمد فال. هذه التصريحات تصاعدت بوتيرة متزايدة، وكأن الشعب الموريتاني فقد ذاكرته الجمعية ونسي ماضيه القريب جدا، ولكي لا تختلط الأوراق سأحاول أن أتقدم لرئيس البلاد ومدير أمنها بتساؤلات لعلها تنشط ذاكرته، فالإنسان سمي إنسانا لكثرة نسيانه. سيدي الرئيس هل تذكرون المواطن الموريتاني، المهندس الفذ الذي يحفظ القرآن الكريم ويجيد القراءات العشر، محمدو ولد صلاحي؟ هل تذكرون أن هذا المواطن الموريتاني اختطف من بين يدي والدته والتي انتقلت إلى جوار ربها صابرة محتسبة دون تقر عينها برؤيته؟ أين كنتم سيدي الرئيس حينها؟ ألم تكونوا المسؤول الأمني الأول في البلاد؟ ألستم من يتحمل وزر هذه الموبقة أو على الأقل متمالؤون؟ لعل معاناة المهندس محمدو ولد صلاحي، توقظ ضميركم سيدي الرئيس! سيدي الرئيس خلال إدارتكم للأمن طيلة عقدين من الزمن لم يسلم أي فصيل سياسي من ظلم هذا الجهاز، حتى الجهاز نفسه، اعتقلتم ضباطا وعناصر من الشرطة بتهم التعاون مع عصابات المخدرات، وثبت قضائيا أن هذا الملف كغيره من ملفاتكم غير مكتمل وقام على أساس تصفية حسابات شخصية في حين ظل المهربون في مأمن من المساءلة، من كان يحميهم؟ من تستر عليهم؟ من يملك السلطة لفعل ذلك؟ من تقع عليه المسؤولية أولا وأخيرا في هذا الأمر؟ سيدي الرئيس من زور انتخابات 86، 87 90، 92، 94، 96، 97...؟ ألم تكن بطاقة التعريف من صلاحية إدارة الأمن؟ ألا تعلمون أنكم مسؤولون بصفة مباشرة عن كل بطاقة تعريف زورت للتصويت في كل هذه الاستحقاقات؟ ألا تعلمون سيدي الرئيس أنكم بحكم موقعكم الوظيفي أفسدتم الديمقراطية في هذا البلد؟ سيدي الرئيس هل تذكرون الاتحادية الوطنية للنقل؟ هل تذكرون الخدمة المعوضة (services payés)؟ هل تستطيعون الحديث عن استغلال جهاز الشرطة وتسخيره لأغراض شخصية صرفة بعيدا عن المهمة التي أنشئ من أجلها؟. من غض الطرف عن عصابات التهريب والجريمة المنظمة طيلة عقدين الزمن؟ من ترك 60% من تراب الجمهورية مسرحا للجريمة العابرة للحدود؟ أليست مسؤولية إدارة الأمن مباشرة وواضحة وضوح الشمس؟. سيدي الرئيس، من كرس ونشر ثقافة الفساد؟ من اعتقل كل مطالب بالحرية؟ من سخر جهاز الشرطة لقمع المعارضين؟ سيدي الرئيس، تحدثتم عن حرصكم على مصلحة البلاد، واهتمامكم بها، من يتحمل المسؤولية في بيع جوازات السفر الموريتانية مقابل مبالغ مالية زهيدة؟ من جنس الأجانب بعمولات معروفة؟ سيدي الرئيس تحدث وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية، سيدي ولد التاه، عن حصول أحد مقربيكم على 10% من أسهم شنقيتل دون مقابل، هل تنفون هذه المعلومة؟ كيف أقصيتم مواطنا موريتانيا وسلبتموه حقه في الشراكة مع مستثمر جلبه للبلاد دون أي مسوغ قانوني؟ سيدي الرئيس هل تذكرون البطاقة البيضاء؟ لماذا تراجعتم عنها خلال 24 ساعة؟ هل تعلمون أن هذا السيناريو كان بإمكانه جر البلاد إلى متاهات لا تحمد عقباها؟ في الفترة 2005-2007، حين كنتم تديرون دفة الحكم، سألتكم الصحافة في عدة مناسبات عن موقفكم الشخصي من العلاقات مع الكيان الصهيوني، هل تذكرون سيدي الرئيس أنكم كنتم تجيبونها بعواطف جياشة، وتبررون هذه العلاقات المشينة بل تفاخرون في أحيان كثيرة بها وبضمانها لمصالح البلاد؟ كم مرة التقيتم السفير الصهيوني في نواكشوط؟... سيدي الرئيس لازالت هناك مئات الأسئلة التي تنتظر إجابات، حول دور شخصكم الكريم في الأزمات التي تعرضت لها البلاد خلال ما يربو على عقدين من الزمن كنتم فيها مسؤولا بشكل مباشر عن إدارة أمنه الوطني. مع كامل التقدير والاحترام. بقلم الأمير ولد صيبوط
|