"جبهة تحرير ماسينا في مالى".. ملاباسات النشأة والمسار |
الأحد, 28 يونيو 2015 13:06 |
في بلدة صغيرة تسمى“تننغو ” تقع قريبا من الخط الفاصل بين شمال مالى وجنوبه (موبتى) أعلنت مجموعة من قبائل الفلان في شهر ابريل من العام 2015 عن تأسيس أول نادى عسكرى منفصل لمواجهة الجيش المالى من جهة وإعلان القطيعة مع حركات تحرير أزواد التى كانت الحضن الراعى للمجموعة الثائرة، مجموعة مقاتلى الفلان التى تعد من أشداء مقاتلى حركة تحرير أزواد سابقا أطلقت على تنظيمها الجديد "جبهة تحرير ماسنا" وبدأت في التحرك السريع لتحقيق مجموعة الأهداف التى وضعت على طاولة التأسيس، فاحتلت في شهر مايو الماضي هاجمت مدينة النشأة وقتلت زعيمها فكانت تلك إشارة الوجود الأولى لها في المنطقة.
ملابسات النشأة ظلت مجموعة مقاتلى الفلان الطامحين إلى إعادة الحقوق ورفض سياسية التصحر التى تنتهجها الدولة المركزية تقاتل في صفوف حركة تحرير أزواد التى كانت حتى وقت قريب تضم مختلف مكونات أزواد العرقية، لكن سرعان ما تلاشت تلك الوحدة مع دخول حركة أنصار الدين ذات التمدد المحلى والعرقى وصاحبة التوجه الجهادي الإسلامى، حيث تغيرت موازيين القوى واختلطت الأوراق في الإقليم وانفسم دعاته بين مؤيد للحركة ورافض لها، مما أدى إلى مزيد من التشرذم داخل الفصيل الثائر وبعد التدخل القوى من فرنسا وحلفائها الأفارقة في الإقليم عسكريا وحسم الصراع لصالح الجنوب وطرد حركة أنصار الدين التى كانت تسيطر منفردة على المشهد طيلة تلك الفترة، انقسمت الحركة أيضا على نفسها من جديد وشهدت ولادات آخري بأشكال مختلفة تمخضت عنه حركة "جبهة تحرير ماسنا" بقيادة أمادو جالو، وهي الحركة التى تضم ألاف المقاتلين الذيين كانت حركة أنصار الدين تعتمد عليهم في حربها الوجودي العقدى.. وبذالك تمكنت الحركة الجديدة من خلق تعاطف كبير داخل المناطق الغربية من الإقليم (”تننغو” و”جاورا” و”نمبالا”)والتى تعد مناطق امتداد عرقى للحركة.. و تمكنت الحركة بعد انتصارات ومعارك شرسة مع الجيش المالى من إقناع العشرات من أبناء تلك المناطق في الجيش المالى إلى الالتحاق بها..
سرعة التمدد والانتشار جبهة تحرير ماسينا وإن كان عمرها لايتجاوز الأربعة أشهر كتنظيم مسلح أصبحت اليوم رقما صعبا في منطقة أزواد بل وفي الشريط الجغرافي لدول الساحل التى تضم موريتانيا، النيجر، ومالى؛ وتشاد؛ قوة الحركة وسرعة امتداداها العسكري عقد من جديد المعادلة السياسة والأمنية في المنطقة ليس فحسب على مالى بل على دول دول الطوق. فالحركة تعتمد في إستراتجيتها المعلنة البعد القومي لعرقية " الفلان" التي تعتبر أحد أهم العرقيات في غرب إفريقيا ، ولهم امتدادهم الواسع في العديد من الدول ، و ينظر إليها على نطاق واسع على أنهم من سادات الساحل.
طموح في التوسع.. لا يستبعد بعض المراقبيين إعلان التنظيم الذي بدأ يتوق إلى التمدد الجغرافي الكبير بعيدا عن التقوقع داخل إقليم محدد ربما لا يسمح له بالمناورة كثيرا مبايعته لتنظيم "بوكو حرام" الذي أصبح اليوم رقما صعبا في افريقيا يستهوى يوميا عشرات الشباب الزنوج خاصة "الفلان" الذين يرون أنهم سادة الأرض و أصحاب المظالم التاريخية، هذا إذاما استحضرنا أن الحركة الوليدة تضم افتراضيا أجزاء واسعة من وسط وغرب مالي إضافة إلى مناطق حدودية مع كل من بوركينا فاسو وساحل العاج. وتشير كل المعطيات والإستراتجيات الحالية أن الجبهة لن تبقى حبيسة الحراك المحلى بل في طريقه إلى الإلتحاق بتنظيم "بوكو حرام" نظرا للروابط المشترك والتوجه الدينى العرقى للجبهة في مالى، حيث يرفع التنظيم في عدد من غزواته في مالى رايات وشعارات شبيه إلى حد كبير بما لدى حركة "بوكو حرام"، وذالك ربما يطمح التنظيم من خلاله إلى كسب تعاطف دولى من التنظيمات الجهادية يسمح له بتحقيق الهدف الأول وهو إعادة تحرير "مملكة ماسينا" كما يظهر في الخريطة الخاصة به. (الصورة). مخاوف في الأفق..! ويخشى بعض المراقبين من استقطاب الحركة لعدد من شباب من موريتانيا خاصة من قومية الفلان، الراغبين في الالتحاق بالحركات الجهادية التي تعد الحركة حلقة وصل كانت شبه غائبة لحد قريب، وبذالك يفتح التنظيم المسلح على موريتاينا جبهة جديدة كانت حتى وقت قريب في مأمن منها فلم تشهد بعض القوميات الموريتانية خاصة "الفلان" أي اختراق من طرف تلك التنظيمات الجهادية على عكس قومية " العرب" الذين التحق العشرات منهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامى بل وفي أفغانستان وغيرها. إعداد 28 نوفمبر |