بالصورة أول لفيف نسوي من العرفاء يلتحق بالجيش الوطنى |
الخميس, 23 أبريل 2015 15:23 |
في الأول من يوليو 2005 قررت الأركان الوطنية إدخال العنصر النسوي إلى صفوف الجيش الوطني. ونظرا لطبيعة العمل ونوعية المهمة التي تقتضيها مهنة الجندية، وما يعنيه ذلك من تفان وتضحية، نشأت مخاوف مشروعة، غدت الشكوك حول قدرة المرأة على التحمل وكسر طوق العقليات السلبية التي تحرمها من المساهمة الإيجابية في عملية البناء الوطني. وهكذا تركزت الجهود في المرحلة الأولى من التكوين على التأهيل المعنوي، بغية التأقلم مع حياة الثكنة، وتكريس القطيعة مع الخمول والاتكالية والعقلية المدنية. وقد صاحبت هذه الجهود حملة توعية لتعبئة وتأطير أفراد القاعدة البحرية لخلق المحيط المثالي الذي يمكن من تقبل وترسيخ القيم العسكرية الحقيقية في وجدان المجندات. وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح، وهو ما خلق الأرضية الملائمة للشروع في مرحلة التكوين القاعدي طبقا للبرامج المقررة من طرف المكتب الثالث. ونظرا لما يتطلبه هذا التكوين من مجهود جسدي ومعنوي مضاعف، فقد تمت مراعاة الضوابط الدينية والأخلاقية التي تكفل للمتدربة كرامتها وتحفظ لها حقوقها الشرعية. ورغم المعاناة النفسية والجسدية التي يعيشها العسكري عادة في مثل هذا التكوين، إلا أن إصرار وقوة وعزيمة المجندات قد شكل قوة معنوية زودتهن بالقدرة على الاستمرار واستكمال التدريبات، التي لا تقل شأنا عن تلك التي تلقاها زملاؤهن الذكور. أما المرحلة الثالثة والتي دامت ثلاثة أشهر فقد كان هدفها رفع المستوى اللغوي للمجندات في اللغتين العربية والفرنسية، حيث تلقين برنامجا خاصا يحضرهن لمرحلة التخصص اللاحقة. وقد شهدت هذه المرحلة الأخيرة تعاونا وثيقا ومنسقا بين القاعدة البحرية ومديرتي الصحة والمعتمدية، وهكذا تمكنت 28 مجندة من الحصول على الشاهادتين الفنيتين الأولى والثانية في الصحة، في حين تمكنت 22 مجندة من الحصول على الشهادتين الفنيتين الأولى والثانية في المعتمدية. لقد كان التكوين بالنسبة لكل متدربة كفاحا يوميا حقيقيا من أجل تعويد النفس، وترويض عقليات متمنعة، وإقناع الأهل والمجتمع بتقبل هذا الواقع، الذي يفترض من المرأة جهدا غير عادي واستماتة في الخدمة وجاهزية دائمة. وقد نجح الرهان أخيرا، بفضل جهود الجميع مدربين ومتدربات. المجموعة تخرجت 2007 28 نوفمبر- موقع الجيش الوطنى |