صحافي أمريكي يروي تفاصيل مفاوضات المخابرات الأمريكية والأردنية مع المقدسي وأبو قتادة لإنقاذ الرهينة كاسيغ |
الأربعاء, 24 ديسمبر 2014 00:10 |
تفاصيل غاية في الأهمية يرويها صحافي أمريكي من أصول عربية حول المفاوضات السرية بين المخابرات الأمريكية والأردنية من جهة، وقياديين في التيار السلفي الجهادي الأردني هما أبو محمد المقدسي وأبو قتادة من جهة أخرى، قادها محام أمريكي سعى في محاولة فاشلة لإنقاذ حياة رهينة أمريكي ذبحه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية فيما بعد. وكشف الصحافي والخبير الأمريكي بقضايا الشرق الأوسط علي يونس، الذي قاد فريق صحيفة «الغارديان» البريطانية للتحقيق في هذه المفاوضات السرية، في حديث خاص مع «القدس العربي» أن التحقيق الذي أجراه ونشر قبل أيام اعتمد على رواية المحامي الأمريكي ستانلي كوهين، ووثائق ومراسلات بين كوهين والمخابرات الأمريكية والأردنية، بالإضافة إلى مقابلات سابقة كان قد أجراها مع منظر التيار السلفي الجهادي الشيخ أبو محمد المقدسي قبل اعتقاله. وذكرت صحيفة «الغارديان» أن المحادثات مع الزعيمين الدينيين في الدولة الإسلامية والتي استهدفت إطلاق سراح الرهينة الأمريكي بيتر عبدالرحمن كاسيغ بدأت في منتصف تشرين الأول/اكتوبر واستمرت عدة أسابيع، وكان مكتب التحقيقات الاتحادي على دراية بها. ولتفصيل ذلك، أوضح يونس لـ «القدس العربي» أن المحامي كوهين أجرى اتصالات مع المخابرات الأمريكية ليقول لهم بأنه ذاهب إلى الكويت للحديث مع جهاديين كويتيين كانوا معتقلين في غوانتانامو لفتح قناة اتصال مع «داعش»، ومن خلال الجهاديين الكويتيين تم فتح قناة اتصال مع المقدسي وأبو قتادة اللذين حاولا جاهدين التوسط مع تركي بن علي- وهو تلميذ سابق للمقدسي- من أجل إنقاذ الرهينة كاسيغ. وقد أظهرت الوثائق أن المخابرات الأمريكية كانت قد استشارت المخابرات الأردنية في السماح للمقدسي بالحديث مع تركي بن علي من أجل هذا الموضوع دون التعرض له قانونيا أو أمنياً بسبب اتصالاته مع داعش. وعليه فقد اتصل المقدسي من خلال تطبيق «واتس آب» مع تركي بن علي وكانت الأمور تسير على ما يرام وفي اتجاه إطلاق الأمريكي المحتجز، إلا أن السلطات الأردنية قبضت على المقدسي وعليه توقفت المفاوضات مع داعش. ورغم هذه المحادثات الا أن تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» قام بذبح عامل الإغاثة كاسيغ (26 عاما) في تشرين الأول/نوفمبر الماضي. وقال يونس إن المحامي كوهين حاول جاهدا وبصفته الشخصية الضغط على الجهات الأمريكية للعمل من خلال قنوات الاتصال مع الأردن لإطلاق سراح المقدسي، إلا أن الأردن رفض ذلك، كما حاول الشيخ أبو قتادة التواصل مع سعد الحنيطي، وهو قيادي سابق في التيار السلفي التحق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن الأخير لم يجب. وفي الوقت نفسه، يضيف يونس، أن القياديين (المقدسي وأبو قتادة) لم يكونا على علم بأن المحامي الأمريكي على تواصل مع المخابرات الأمريكية في هذا الموضوع. وكشفت الوثائق أن المخابرات الأمريكية غطت تكاليف السفر والإقامة للمحامي كوهين في الكويت والأردن، حيث مكث في فندق «فور سيزونز» في العاصمة عمان، والتي فاقت الـ30 ألف دولار. كما أكد عاملون في مكتب التحقيقات الاتحادي أن مسؤولين بارزين في مقر المكتب كانوا على علم بتطورات تصرفات كوهين. |