بينما يرى المفكر محمد آرگون ان معاوية بن ابي سفيان كان اول علماني عربي فان هناك آخرون كثيرون يعتبرون الرجل هو المؤسس الحقيقي والاب الاكبر لكل تيارات الاسلام السياسي..
بعد انتقال الحكم من خلافة إسلامية راشدة إلى ملك عضوض في العصر الاموي كان الامويون بحاجة ماسة الى اضفاء شرعية دينية على حكمهم الجديد فتم استغلال الدين بطريقة بشعة وشنيعة جدا..ازدهر الفقه السلطاني وإسلام المرويات والاحاديث المنحولة التي تنظر لنمط محدد من التدين يخدم السلطة الاموية ويشرع استبدادها وممارساتها..
تم الترويج لمذاهب عقدية مثل "الجبرية" التي تقول ان الانسان مجبور ومسير بشكل تام وبالتالي لا مجال لمساءلته ، وذلك كي يتم الايحاء بأن حكم الامويين قضاء وقدر، وليتم اضطهاد المذاهب العقدية التي تؤمن بان الانسان حرية ودورا في تحديد مصيره..(النظرية الاقرب للاسلام السني ترفض الجبرية كما انها ترفض القول بالحرية المطلقة للانسان فهي ترى ان الانسان مسير ومخير في نفس الوقت..)
تفنن سلاطين وولاة بني امية في استغلال الدين فكان الامام الحسين مقتولا بسيف جده حسب رأيهم..وكان في قتل ابن الزبير خدمة جليلة للاسلام والمسلمين ..ومن المضحك انه حتى الحجاج بن يوسف استغله في وجه العالم الجليل سعيد بن جبير فقال حين أراد قتله : (وجهوه الى قبلة النصارى فهو من حزبهم) ....فهل السيوف التي أطاحت برؤوس هؤلاء كانت دينا أم سياسة؟؟؟؟
يتواصل...
-------------------
من صفحة الأستاذ أحمد حمنيه على الفيس بوك