مع الانغلاق السياسي، نجد دائما فرقا أصيلا بين الفاعل السياسي وبين كل فاعل آخر، حيث يكون الموقف السياسي مستجيبا للتبادل، بينما يكون المكان السياسي عصيا على التقاسم
ولأن العناد والتصلب منهج سياسي، فإن التماهي يكون دائما عكس ذلك، أما الانفتاح فهو الدلالة الأولى والمباشرة على وجود حزب سياسي -أي حزب- بين سائر الكائنات السياسية، لكن بدل أن يتوجه بالخيال الى نهاية الغرض الذي نشأ به، يتوجه بذاته نحو الوحدة والنظام، عندها ستبدأ الصورة في التحرك، فبدل التركيبة المتوازنة تنكشف حركة غير مقررة، بل نظام من التوترات، تنشأ منه قوة غامضة، أو بالاحرى غير مفهومة، تكون عرضة لتجاذب مزدوج بين جيل الحكماء وجيل الثوار، فتارة يتغلب الحماس الذي يستمد منه الهيجان والغضب، وطورا تتغلب الحكمة التي تتحول سياسيا الى شيء من التروي والمكابرة
من هنا تظهر بنية الافتقاد أو التجنب السياسي، أو -في المقابل- الوضع على السكة، ولن يكون اختيار المرشح التوافقي ممكنا ومجديا في آن معا، مالم تتم الاستجابة لكل التوترات سواء كانت ديمقراطية اوغير ديمقراطية، سياسية او غير سياسية، لابد من الاستجابة للكل، ومن هنا نقع في فخ الانغلاق السياسي .... فتنغلق الدارة.
------------
من صفحة الأستاذ محمد المامي ولد مولاي اعل على الفيس بوك