وداعا صديق الفقراء .. ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻋﻘﻞ .. ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﺴﺮ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺒﻼﺑﻞ ﻭﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻗﻠﺐ .. ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺫﺑﺢ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ . نزار قباني وجع شديد القسوة .. فرح آخر ينتزع عنوة . صوت يتوارى خلف الصمت، وغياب آخر يسترجع وجوه من غابوا من قبل ومن يتربص بهم الغياب من بعد . حزن كبير يعيد طرح أسئلة لاتفضي إلا إلى غيرها : لماذا يموت الطيبون دائما في هذا الوطن ؟ هل هناك ما يشدهم إلى هذا الغياب ؟ لماذا يرحلون عنا ونحن للتو حلمنا بشمس الوطن وبدفء الصباح ؟ للتو حلمنا بالوطن خبزا وحلمنا به طبشورا وعلبة دواء .. للتو حلمنا به غدا باسما ووجها مشرقا يمسح تجاعيد الغابر من الأيام . كيف أتسع الغياب ليحملك فجأة ويرحل بك عنا .. يرحل بك عن الفقراء الذين احبوك وعن البسطاء الذين انتظروك وما أخلفت الموعد .. عن أبيك الصبور .. وعن عيون امك الدامعة ..هو الزمن المفاجئ والموت المفاجئ .. والحزن المفاجئ .. والدمعة المفاجئة .. والتي لاتترك لنا هامشا للإختيار .. وتجبرنا على تغيير ما رتبناه من احلام . وداعا أيها الضيف الطيب قصير الإقامة .. وداعا وشكرا للبسمة التي تركت على وجوه الأطفال، وشكرا للحلوى وللخبز وشكرا للآمال التي صنعت وللأزهار التي اينعت مستبشرة بك مخلصا ومعينا على نوائب الدهر . سلام عليك احمد وسلاما ووداعا وصاحبتك السلامة .
الحسن الصرامي