قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن ما يجري في مدينة حلب السورية مذبحة بالمعنى الحرفي للكلمة. وأضاف في كلمة أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين برئاسة تونس: «يتعين العمل بصورة عاجلة لإقرار وقف إطلاق النار في حلب وفي عموم سورية من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان المحاصرين»، داعياً إلى العمل من أجل تفادي وقوع أزمة إنسانية مروعة تفوق في ضراوتها ما جرى من مجازر.
وقال أبو الغيط: «لا يُخفى أن هناك أطرافاً دولية إقليمية متورطة في هذا الهجوم الوحشي على المدينة وينبغي أن تتحمل هذه الأطراف مسؤوليتها إزاء الخروقات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ارتكبت خلال الأيام الماضية من قصف متعمد وممنهج للمستشفيات (آخرها قصف المستشفى الرئيس في حلب بالأمس للمرة الثالثة في أسبوع واحد)»، مشيراً إلى ما تشهده المدينة من قصف للمستشفيات إلى فرض للحصار على السكان واستهداف للمدنيين في شكل عشوائي وواسع النطاق.
وضع كارثي
وأكد مندوب تونس لدى الجامعة السفير نجيب المنيف من جهته، ضرورة تعزيز دور الجامعة في الأزمة السورية وفي الجهود الرامية لتحقيق الحل السياسي، مثمناً الاتصالات المكثفة التي يجريها الأمين العام للجامعة في الصدد. وقال المنيف إن هذا الاجتماع يهدف إلى تحرك سريع لإنهاء الأزمة في حلب. وأشار إلى أن مختلف أنحاء سورية تشهد تصعيداً خطيراً للأعمال القتالية وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى وتفاقم الأوضاع الإنسانية، لا سيما ما يتعرض له شرق حلب منذ ما يقل عن أسبوع من استهداف للمدنيين وقصف للمستشفيات وحصار للمواطنين والصعوبات في إدخال المساعدات. وشدد على ضرورة الدفع باتجاه استئناف الحوار والتوصل الى وقف النار وتثبيت الهدنة وإنهاء الأزمة الإنسانية للشعب السوري. وثمّن المنيف جهود الدول العربية المضيفة للاجئين السوريين والدول العرببة المساهمة في إغاثة الشعب السوري.
وقال مندوب الكويت لدى الجامعة السفير أحمد البكر، الذي طلبت بلاده عقد الاجتماع غير العادي لمجلسها، إن المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري - بخاصة مدينة حلب التي تعرضت أخيراً لكارثة إنسانية - لم يشهد لها التاريخ مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن حلب شهدت «أبشع الممارسات التي تمثلت في استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الثقيلة المحرم استخدامها ضد المناطق المدنية، ولم يسلم من هذا الاعتداء الهمجي لا المدارس ولا المستشفيات أو دور العبادة بل كل مقومات الحياة ولم يميز هذا القصف بين المدنيين العزل والمسلحين، ووصل تفاقم الوضع الى تعمد قصف قوافل الإغاثة الإنسانية». واعتبر أن ما يحدث الْيَوْمَ من مجازر «لا يمثل فقط جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للمعاهدات الدولية والقانون الدولي الذي يعرض المشاركين للعدالة الدولية بل يمثل أيضاً انتهاكاً لكل الأديان السماوية والمبادئ الإنسانية».
وقال البكر إن «دولة الكويت كمركز للعمل الإنساني وإدراكاً منها لفداحة الوضع في حلب دعت إلى هذا الاجتماع لخلق وضع ضاغط على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لدفعها لممارسة دور أكثر فاعلية لوضع حد لمعاناة الشعب السوري»، مشيراً إلى أن بلاده استضافت ثلاثة مؤتمرات لمعالجة الأوضاع الإنسانية في سورية.
ودعا مندوب الجزائر لدى الجامعة السفير نذير العرباوي إلى عدم الفصل بين أحداث حلب وما يجري في المدن السورية الأخرى من تقتيل وتدمير وكذلك ما ترتكبه الجماعات الإرهابية من مجازر. وأضاف: «نجتمع الْيَوْمَ كالعادة كلما تصاعدت أعمال العنف في المدن السورية من دون أن يكون لجامعتنا العربية تأثير على أطراف الأزمة». وأشار إلى أن الجزائر حذّرت منذ البداية بأن الأزمة مستعصية على الحل العسكري وأن لغة السلاح والتدخل الأجنبي لن تؤدي إلى حل باعتبارها أزمة سورية - سورية، الأمر الذي أدى إلى انتشار الجماعات الإرهابية، لذا تفضّل الجزائر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية. وزاد إنه في ظل التسليح المتواصل أخفقت الأصوات القليلة التي تطالب بالحل السياسي. وقال إن الاٍرهاب مستفيد مما يحدث، لا سيما أن الجماعات المسلحة خرقت الهدنة، وفق قوله. وأضاف: «إنه فِي المشهد السوري أصبح لا يمكن التمييز بين المعتدلين والإرهابيين بعد انتشار الجماعات مثل داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام». وشدد على أنه يجب إدانة الأعمال الإرهابية التي ترتكبها التنظيمات في مدينة حلب.
وأكد مندوب موريتانيا السفير ودادي ولد سيدي هيبة حرص بلاده التي تتولى رئاسة القمة العربية الحالية، على متابعة تطورات الأزمة السورية، مكرراً دعم موريتانيا لكل القرارات التي ستصدر عن اجتماعات مجلس الجامعة.
الحياة اللندنية