قصفت طائرات التحالف العربي مواقع للحوثيين على مشارف العاصمة صنعاء، حسبما أفاد شهود عيان، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الشهود إن الغارات الجوية استهدفت، في وقت متأخر من الخميس، مواقع للحوثيين في جبل النبي شعيب على الأطراف الجنوبية الغربية من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأفادوا بأن المنطقة تضم قواعد للدفاعات الجوية تسيطر عليها قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين.
كما استهدفت الغارات الجوية عناصر أنصار الله الحوثي في محافظتي الجوف وصعدة الشماليتين، حسبما أفاد شهود عيان ووسائل إعلام موالية للحوثيين ومسانديهم.
من جهته، أعلن الدفاع المدني السعودي، مساء الجمعة، سقوط عدد من القذائف أطلقها الحوثيون على محافظتي صامطة والحرث دون وقوع خسائر في الأرواح.
وقال المتحدث الرسمي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، الرائد يحيى عبدالله القحطاني، إن فرق الدفاع المدني تلقت بلاغين عن سقوط قذائف أطلقها الحوثيون من داخل الأراضي اليمنية ما نتج عنه تضرر سيارتين ونفوق عدد من الأغنام، مشيرا إلى أنه لم يتعرض أحد للأذى.
الأمم المتحدة تتهم التحالف بعدم احترام القانون الإنساني الدولي
إلى ذلك، اعتبر تقرير للأمم المتحدة أن التحالف العربي الذي قصف، في 8 أكتوبر/تشرين الأول، قاعة في صنعاء أثناء مراسم عزاء، قد لجأ الى "ضربة مزدوجة" ما شكل خطرا على المسعفين، من دون مراعاة التزامات التحالف الإنسانية.
وجاء في هذا التقرير السري الذي أرسل إلى مجلس الأمن الدولي، في 17 تشرين الأول/أكتوبر، أن "خبراء الأمم المتحدة لم يجدوا أدلة تثبت أن قوات التحالف بقيادة السعودية قد اتخذت الاحتياطات اللازمة والفعالة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".
وأكد التقرير وجود أدلة تشير إلى أن التحالف قد أخل بالتزاماته خلال تنفيذه الضربة الثانية حيال حماية الجرحى والأشخاص الذين لا علاقة لهم بالقتال.
وبحسب الخبراء، فإن القصف الجوي تزامن مع فترة كان مفترضا أن يشارك فيها أكبر عدد من الأشخاص في مراسم العزاء، من بينهم قادة سياسيون وعسكريون ومدنيون بينهم أطفال، مشيرين إلى أن القاعة كانت تضم 750 شخصا على الأقل جاؤوا لتقديم واجب العزاء لأحد أعيان الحوثيين الذين يشن التحالف غارات تستهدفهم.
وأوضح التقرير أن الفاصل الزمني بين الضربتين يظهر الاستخدام المتعمد لما يسمى تكتيك "الضربة المزدوجة"، مشيرين إلى أنه وبعد الضربة الأولى يمكن أن يهرع عمال الإنقاذ أو أي شخص إلى المكان لإجلاء الجرحى.
كما قالوا إن الضربة الثانية، التي تم تنفيذها بعد 3-8 دقائق، تسببت بشكل شبه مؤكد بمزيد من الخسائر الإنسانية بين الجرحى والأفراد الذين قدموا الإسعافات الأولية.
وذكر الخبراء بأن القوانين الإنسانية الدولية تحظر الهجمات ضد المعارضين خارج ساحة القتال وضد الجرحى والطواقم الطبية.
تجدر الإشارة إلى أن 140 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 525 في تلك الغارة.
وعلى خلفية ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعيد النظر في دعمها التحالف العربي في اليمن، حيث قتل في الحرب 6885 شخصا، منذ مارس/آذار 2015، قرابة نصفهم من المدنيين بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: وكالات