من بوابة الإحتجاجات أكتب عنك أيتها الفاتنة بعد أن أهملوك رغم عطائك اللامحدود...، من مدارسك تخرج وزراء وحكام وولاة وقادة فرق أمنية وعسكرية وجنرال...، اللائحة طويلة جدا ماشاء الله، فيك رقصوا على أوتار التيدنيت وآردين..، كانوا هنالك على ترابك يرقصون، يفرحون ويمرحون، في بواديك الجميلة وكلك جمال استمتعوا، في أغصان الفاتنة (أكناته) تعلقوا وفي ظلها تشاجروا ولعبوا..، ومن (إريجي) اغتسلوا وشربوا ومن نخله أكلوا..، لكنهم عند ما وصلوا القمة عنك تخلوا واستمروا في الرقص على أحلامك المؤجلة، شغلهم ما هو أهم منك في يومياتهم التي تفرقت بين عواصم عالمية، ومدن أخرى داخلية...، لم يتذكروك إلا ما رحم ربي، راحوا يبحثون عن أصول تاريخية لأجدادهم ليستبدلوك بمدن أخرى...، جمال الطفولة الذي عاشوه فيك ينحصر في ذكريات خالدة يتحدثون عنها بشوق كبير، لكنهم يبخلون عليك بأبسط مقومات الحياة...!!!
وأنا أتجول فيك، ( وأستغفر الله من قول أنا) كل خريف من فضل ربي...، لا يذهلني شيء أكثر من صمودك رغم عاديات الليالي، آمرج أيتها المرتمية في أحضان القلوب..، عندما يعلم الجميع أنك إحدى أكبر مقاطعات موريتانيا بنسمات تفوق تعداد سكان عدة ولايات..، في ذلك الوطن الذي يحتفل بذكراه 56 للإستقلال، وأنت حتى الآن لا تتوفرين على محطة للبنزين، فملاك السيارات فيك يلجؤون حتى الآن إلى عاصمة الولاية التي تبعد عنك 65 كلم للتزود بالقود...، عندما يعلم الجميع أنك عشت في ظلام دامس فلا كهرباء قبل سنين قليلة، عندما يعلم الجميع أنك كنت محرومة من طريق معبد، ولم يصلك إلا قبل سنتين فقط، عندما يعلم الجميع أن المباني الإدارية فيك تم بناؤها قبل عقود من الزمن، عندما يعلم الجميع أن أبناءك اليوم يتظاهرون بحثا عن فصول للدراسة، سيعجب حقا من كونك لا زلت صامدة، يعجب أكثر عندما يعلم أن محاظرك لا زالت تزود الوطن بسخاء، بخريجن نهلوا من علم المحظرة الشنقيطية الأصيلة رغم حرمانهم من أبسط دعم عمومي، حقا أقف أمامك في تأمل بحثا عن إجابة صادقة لصمودك..
في آمرج أيها الإخوة والأخوات لا زالت الحياة جميلة رغم صعوباتها، عندما تسير في آمرج ستستمع لا محالة لطلاب محظرة يرتلون كتاب الله ويدرسون علومه، وستمر حتما بشيخ يشرح لطلابه ألفية ابن مالك..، وآخر يشرح قفا من مختصر خليل...
في آمرج ستقابل فتية يتبارون في أسرار التيدنيت، ويتسابقون في تسمية أشوارها ببديهية تقف حائرا أمامها، ستستمع إلى شعر حساني جميل فيه وصف غزلي أنيق..
في آمرج ستستمع إلى النيفارة وهي تحكي قصة معاناة وطن، وتحدثك عن آلام تسكن النفوس لا يجد أصحابها أكثر من ذلك الصوت المفعم إحساسا وألما ومعاناة للتعبير عن ذلك الشعور بالغبن والتهميش الذي عانوا منه طويلا...
اليوم ينتفض تلاميذ الإعدادية والثانوية اليتيمة بحثا عن فصول دراسية، إنهم أمل ينتفض ليعبر بصوت عال نحن هنا نريد أن ندرس، لا شيء أكثر من ذلك يهمنا الآن، نبحث فقط عن فصول للدراسة..، في حركتكم أحبتي عنوان أمل جديد ينبعث ليعبر عن الشعور بالتهميش والغبن الممارس في حقكم، أنتم إن شاء ربي، غد مشرق ومستقبل واعد، وماضاع حق وراءه مطالب...، لكل منكن أخواتي، ولكل منكم إخوتي، قبلة على الجبين وتحية من صميم قلبي، وإلى الأمام يـــــأمل موريتانيا الواعد، عند ما تنتفضون من أجل الحقوق سيتغير الكثير وستتغير العقول، وستحملون شعلة الحرية لا محالة..، عمامتي أرميها تحية وتقديرا واحتراما لكم على مستوى وعيكم ونضجكم أنتم تستحقون فصولا للدراسة...، حقا تستحقون، حقا تستحقون.
تصبحون على خير أحبتي..
--------------
من صفحة الأستاذ احمد سالم سيدي عبد الله على الفيس بوك