قرأت لعديد من الفضلاء تعليقات تتهكم على سواد من المسلمين يفرحون من الأذى القدري الذي يصيب الكيان الصهيوني -حرقه الله في الدنيا والآخرة - وكأن من التخلف أو العجز - في نظرهم - أن ترجو الأمة هلاك عدوها من الله ؛ وهذا مما يشهد له القرآن والسنة والتاريخ؛ فهلاك الأمم الباغية لا يكون على يد المظلومين فقط ؛بل يأتي بقدر الله على النحو الذي يشاء الله فيرسل الماء ليغرق البغاة ويزلل الأرض ويرسل الرياح. ...إلخ وكلها آيات تدل على مصدر القوة الحقة والمطلقة؛ وتزيد إيمان المؤمنين وتدحر الكافرين.
وهذا ليس نفيا لذلك التوازن العجيب بين التسليم والأخذ في الأسباب المأمور بهما شرعا؛ فالإسلام عظيم في ماديته (الأسباب ) ومعجز في تسليمه وروحانيته (الأقدار ) .
ومع أن إعداد القوة مأمور به شرعا على سبيل الوجوب؛ فإن النصر من عند الله.
والأغرب أن كل التاريخ العسكري الإسلامي كان يجمع بين التخطيط المحكم والإعداد المطلوب غير أن المنتصرين من المسلمين على مر التاريخ ظلوا أقل عددا وعدة وعتادا (إن ينصركم الله فلا غالب لكم )
فلا تأتي أنت أخي الكريم بدعوى العقلانية والتحضر وتضيق وسائل النصر "وما يعلم جنود ربك إلا هو ".
----------
من صفحة الأستاذ السعد بيه على الفيس بوك