هل هنالك إمكانيّة لتصوّر سيناريو مغاير في مثل الحالة السّوريّة الراهنة، أي سيناريو يُمَكِّن من تغيير النّظام دون تدمير الدّولة ويمكّن باسم الشّرعيّة الشّعبيّة المستقلة عن كل انتماء جزئي من محاصرة الحاكم الأتوقراطي المتغول ويمكّن من التّضامن الوطنيّ في مواجهة التّدخّل الأجنبيّ ويمكن بشكل خاص من تقليص الثمن الإنساني الباهظ لما يجري راهنيا؟
الإكراهات السّياسيّة الدّاخليّة والدّوليّة تبدي مثل هذا السّؤال “ساذجا” ولا يتحلّى بالحدّ الأدنى من مستويات “الواقعيّة”. ومع ذلك فأخلاقياً لا سبيل إلى تفادي هذا السؤال. بلْ إنّ عدَمَ طرْحه وعدمَ محاولة إيجاد إجابات بديلة عليْه يعنيان بداهةً أن تكون الاختيارات في مثل هذه الدّول هي فقط بين تأبيد الأنظمة الأوتوقراطيّة المتغوّلة أمنيّا والمدمِّرة حتّى لبنيتها ومشاريعها الذّاتيّة وبين تدمير الدّولة وتفتيتها بما يعنيه هذا التفتيت من عودة مرعبة للأطر الما قبل دّولتيّة ومن حرب دموية أهليّة كارثية محلّيّا وإقليميّا ومن هيمنة أجنبيّة تؤول إلى أَفْغَنَةِ المنطقة أو طلْبنتِها.
---------------
من صفحة الأستاذ بدي ولد ابنو على الفيس بوك